الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 6911 ] أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي بمكة ، حدثنا الحسين بن محمد الزعفراني ، أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي ، حدثنا أسباط بن نصر ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل قال : كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا يولد له فكان يخرج فإذا رأى غلاما من غلمان بني إسرائيل عليه حلي يخدعه حتى يدخله فيقتله ويلقيه في مطمورة له ، فبينا هو كذلك إذ لقي غلامين أخوين عليهما حلي لهما ، فأدخلهما فقتلهما وطرحهما في مطمورة له ، وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك ، وتقول له : إني أحذرك النقمة من الله عز وجل ، وكان يقول : لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا ، فتقول : إن صاعك لم يمتلئ ولو قد امتلأ صاعك أخذت ، فلما قتل الغلامين الأخوين خرج أبوهما يطلبهما فلم يجد أحدا يخبره عنهما ، فأتى نبيا من أنبياء بني إسرائيل ، فذكر ذلك له ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل كانت لهما لعبة يلعبان بها ؟ قال : نعم ، كان لهما جرو فأتي بالجرو فوضع النبي خاتمه بين عينيه ثم خلى سبيله ، فقال : أول دار يدخلها من دور بني إسرائيل فيها بيتان فأقبل الجرو يتخلل الدور حتى دخل دارا ، فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتلهم وطرحهم في المطمورة ، فانطلقوا به إلى النبي فأمر به أن يصلب فلما رفع على خشبة أتته امرأته ، فقالت : يا فلان قد كنت أحذرك هذا اليوم وأخبرك أن الله غير [ ص: 419 ] تارك وأنت تقول : لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا فأخبرك أن صاعك بعد لم يمتلئ ألا وإن هذا قد امتلأ صاعك .

التالي السابق


الخدمات العلمية