الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 6242 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أخبرنا محمد بن بكر ، حدثنا [ ص: 50 ] أبو داود ، عيسى بن حماد ، حدثنا الليث ، عن سعيد المقبري ، عن بشير بن المحرر ، عن سعيد بن المسيب أنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، ومعه أصحابه ، وقع رجل بأبي بكر - رضي الله عنه - فآذاه ، فصمت عنه أبو بكر ، ثم آذاه الثانية فصمت عنه أبو بكر ، ثم آذاه الثالثة ، فانتصر منه أبو بكر ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر ، فقال أبو بكر : أوجدت علي يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك ، فلما انتصرت وقع الشيطان فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان " .

قال أبو داود : وحدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة : أن رجلا كان يسب أبا بكر . . . وساق الحديث بنحوه .

قال الشيخ : وقد روينا من حديث يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن عجلان بمعناه ، وزاد في آخره ثم قال : " يا أبا بكر ما من عبد ظلم مظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله عز وجل بها نصره " وهو مذكور في كتاب الشهادات من " كتاب السنن " .

قال : ولا يحل لأحد أن يعير أحدا بذنب كان منه ، وقد كان التعيير [ بالزنا عقوبة للزاني حتى يموت قبل أن ينزل الحد ، فلما نزل الحد رفع ، وأما التعيير ] بعد التوبة فلم يكن مباحا قط ، قال الله عز وجل : ( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما ) .

[ ص: 51 ] قال : ولا أن يعيره بحسب مذموم ولا حرفة دنيئة ولا بشيء يثقل عليه إذا سمعه ، فإن إيذاء المؤمن في الجملة حرام ، قال الله عز وجل : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما [ اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) .

ويحتمل أن يكون معنى قوله : ( بغير ما اكتسبوا ) أي من غير أن يكتسبوا سواء بمكان المؤذي وبسط الكلام فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية