الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 6387 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، حدثنا الحارث بن محمد ، حدثنا عبد الوهاب - ح

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أخبرني ابن جريج ، أخبرني يونس بن يوسف ، عن سليمان بن يسار قال : تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أخو الشام : يا أبا هريرة [ ص: 136 ] حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة [ ثلاثة ] رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، فقال : ما عملت فيها ؟ قال : قاتلت في سبيلك حتى استشهدت ، قال : كذبت , إنما أردت أن يقال : فلان جريء فقد قيل ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم ، وقرأ القرآن ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، فقال : ما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم ، وقرأت القرآن وعلمته فيك ، قال : كذبت ، إنما أردت أن يقال : فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، فقال : ما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من شيء تحب أن أنفق فيه إلا أنفقت فيه لك, قال : كذبت, إنما أردت أن يقال : فلان جواد فقد قيل ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار " .

أخرجه مسلم ، من حديث ابن جريج . [ ص: 137 ]

[ 6388 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم الخسروجردي ، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ، حدثنا داود بن الحسين الخسروجردي ، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي - وكان مجاورا بمكة - حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، حدثني الوليد بن أبي الوليد المدني ، أن عقبة بن مسلم ، حدثه عن شفي الأصبحي ، قال : قدمت المدينة فدخلت المسجد فإذا الناس قد اجتمعوا على رجل ، قلت : من هذا ؟ قالوا : أبو هريرة ، فذكر معنى الحديث الذي رويناه عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم . . .

قال حيوة أو أبو عثمان : أخبرني العلاء بن أبي حكيم - وكان سيافا لمعاوية - قال : دخل على معاوية فحدثه الحديث عن أبي هريرة ، قال الوليد : فأخبرني عقبة ، أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فحدثه هذا ، فبكى معاوية فاشتد بكاؤه ثم أفاق من بكائه وهو يقول : صدق الله ورسوله .

( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) .

قال الإمام أحمد رحمه الله : ورواه محمد بن مقاتل ، عن ابن المبارك عن حيوة عن الوليد عن العلاء بن أبي حكيم وكان سيافا لمعاوية .

[ ص: 138 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية