[4] المصـادر المعتمـدة..
أول المصادر للعقيدة العسكرية الإسلامية وأهمها هـو القرآن الكريم، وقد اعتمدته وحده في إبراز سمات هـذه العقيدة في الذي أوردته من سمات، ويمكن إجراء دراسة مستفيضة في: الجهاد بالمال، الجهاد بالنفس، عقاب المتخلف، الطاعة، الصبر، الشجاعة، الشهادة، والشهيد، الثبات، الحرب العادلة، العهود والمواثيق، الأسرى، الغنائم والفيء والجزية ، مصاولة الحرب النفسية، الحذر واليقظة، الإعداد الحربي، وغيرها من الدراسات الحيوية المهمة.
والمصدر الثاني: كتب الحديث، وأهمها الصحاح الستة: البخاري ، مسلم ، أبو داود ، الترمذي ، النسائي ، وابن ماجه .
وفي مصادر الحديث ذخيرة لا تقدر بثمن في العقيدة العسكرية الإسلامية. [ ص: 60 ]
والمصدر الثالث: كتب الفقه الإسلامي، وعلى رأسها كتب المذاهب الأربعة: أحمد بن حنبل ، ومالك ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، فقد شرح الفقهاء عليهم رحمة الله العقيدة العسكرية الإسلامية شرحا وافيا لا مزيد عليه.
ولعل من المفيد أن ألفت أنظار الباحثين إلى كتاب: " السير الكبير " لمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما ، وشرحه لمحمد بن أحمد السرخسي الذي حققه الدكتور صلاح الدين المنجد ، فهو مصدر عظيم الفائدة جليل القدر في العقيدة العسكرية الإسلامية.
والمصدر الرابع: المصادر التاريخية المعتمدة وكتب المغازي، وعلى رأسها السيرة النبوية المطهرة، وأهم المصادر التاريخية المعتمدة: تاريخ الرسل والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، والكامل في التاريخ لعز الدين ابن الأثير وغيرهما كثير.
وفي هـذه المصادر تفاصيل المعارك التي خاضها المسلمون في الفتح واستعادة الفتح، والمعارك الدفاعية، وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، وهي التطبيق العملي للعقيدة العسكرية الإسلامية، وفيها لمحات من سير القادة الذين طبقوا تلك العقيدة عمليا.
وهناك المصادر الجغرافية القديمة المعتمدة، وهي تعين على تفهم أماكن المواقع الحربية وتصفها وصفا يقربها إلى القراء جهد المستطاع، وعلى رأس تلك المصادر: معجم البلدان لياقوت الحموي .
والذي نتوخاه من دراسة المصادر المعتمدة كافة، هـو كتابة العقيدة العسكرية الإسلامية بأسلوب سهل مبسط بعيد عن التعقيد، مع إدخال [ ص: 61 ] المصطلحات العسكرية الحديثة، بعد تثبيت المصطلحات الفقهية القديمة؛ لأنها من تراث العرب والمسلمين الذين ينبغي أن يحافظوا عليه ويعتزوا به، وكمثال على ذلك، فإن الجهاد يكون ( فرض عين ) وهو النفير العام ، أو ( فرض كفاية ) ، وهو النفير الخاص ، بموجب المصطلحات العسكرية الحديثة، وذكر هـذه المصطلحات يقربها إلى أفهام العسكريين خاصة والقراء عامة، مع إبقاء المصطلحات الفقهية القديمة في المتن.
والهدف الحيوي من إعادة كتابة: العقيدة العسكرية الإسلامية، هـو إعادة تدريسها في المدارس والمعاهد والكليات العسكرية الإسلامية، فقد طال تخلي العرب والمسلمين عن عقيدتهم العسكرية الإسلامية المستمدة من دينهم الحنيف وقد آن لهم أن يعودوا إليها من جديد.
إن العرب والمسلمين يريدون أن يستعيدوا الأرض المقدسة في فلسطين، ويريدون أن يستعيدوا القدس والمسجد الأقصى، ويريدون أن يدافعوا عن حقوق المسلمين المغتصبة في كثير من أرجاء العالم.
ولن يستطيعوا استعادة الأرض المقدسة والحقوق المغتصبة ويدافعوا عن العقيدة والأرض والعرض إلا بالجهاد الإسلامي.
وهذا الجهاد غير وارد في العقيدتين العسكريتين الشرقية والغربية، بل تقف هـاتان العقيدتان المستوردتان منه موقف الرفض، والعداء!
والعقيدة العسكرية الإسلامية، هـي العقيدة الوحيدة التي تأمر بالجهاد، وتنهى عن تركه، وتعلم أسسه ومبادئه، وتخرج المجاهدين الصادقين.
والعود الأحمد إلى هـذه العقيدة، هـو طريق النصر والعزة والمجد وإلا فكيف ننتصر بدونها!!! [ ص: 62 ]