الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  [5] الإضـافات الجديدة: [1]

                  يجري تقديم النص، التعريف بالمؤلف، وبيان عصره، وما يتصل بذلك من تاريخ، وقد كان الناشرون القدماء يعنون بهذا بعض العناية، [ ص: 91 ] وربما اقتصر جهدهم على نقل نص من كتاب معين يتضمن التعريف بالمؤلف، وكثيرا ما وضعوا ذلك التعريف في صفحة العنوان أو في الخاتمة.

                  كما يقتضي كذلك عرض دراسة خاصة بالكتاب وموضوعه، وعلاقته بغيره من الكتب التي تمت إليه بسبب من الأسباب.

                  كما ينبغي تقديم دراسة فاحصة لمخطوطات الكتاب، مقرونة بالتحقيق العلمي الذي يؤدي إلى صحة نسبة الكتاب والاطمئنان إلى متنه، وجدير بالمحقق أن يشرك القارئ معه، بأن يصف له النسخ التي عول عليها وصفا دقيقا يتناول خطها وورقها وحجمها ومدادها وتاريخها وما تحمله من إجازات وتمليكات، ويتناول كذلك كل ما يلقي الضوء على قيمتها التاريخية، وهو إن قرن ذلك بتقديم بعض نماذج مصورة لها، كان ذلك أجدر به وأولى.

                  وإعداد الكتاب للطبع مهم جدا، إذ أن لهذا الإعداد أثره البالغ في ضبط العمل وإتقانه، فالأصل المعد للنشر يجب أن يكون دقيقا مراجعا تمام المراجعة، مراعى في كتابته الوضوح والتنسيق الكامل، ويكون ذلك بكتابة النسخة بعد التحقيق والمراجعة بالخط الواضح الذي لا لبس فيه ولا إيهام، وأن يكون مستوفيا لعلاقات الترقيم، وأن يكون منظم الفقار والحواشي.

                  وينبغي معالجة تجارب الطبع، وهو فن يحتاج إلى مزاولة طويلة متنبهة إلى مزلات التصحيح، والأفضل أن يتولى المحقق معالجة تجارب الطبع [ ص: 92 ] بنفسه، ويستحسن أن يستعان في معالجة التجربة الأخيرة بعين أخرى غير عين المحقق، لأن القارئ الغريب قد يكون أيقظ نظرا وأدق انتباها.

                  وصنع الفهارس الحديثة له المقام الأول بين الإضافات الجديدة، إذ بدونها تكون دراسة الكتب، ولا سيما القديمة منها عسيرة كل العسر، فالفهارس تفتش ما في باطنها من خفيات يصعب التهدي إليها، كما أنها معيار توزن بها صحة نصوصها، بمقابلة ما فيها من نظائر قد تكشف عن خطأ المحقق أو سهوه.

                  وقد أصبح عصرنا الحديث المعقد في حاجة ملحة إلى اختزال الوقت، وإنفاق كل دقيق منه في الأمر النافع.

                  وللفهارس سابقة قديمة عند العرب في كتب الرجال والتراجم والبلدان، ومعجمات اللغة، وقد اقتبس العرب من الغرب فهارس الأعلام والقبائل والبلدان والشعر والأيام والأمثال والكتب وأضافوا فيها ضروبا أخرى كثيرة.

                  ولكل كتاب منهج خاص في فهرسته دون التقيد بالطرق العامة للفهارس، وهي الطرق التقليدية القديمة، والتي كانت حديثة بالأمس، إذ إن الفهارس ما وضعت إلا لتمكين القارئ من أن ينتفع بالكتاب غاية الانتفاع.

                  وترتيب الفهرس مع غيره من الفهارس أمر هـام، فإن المنهج المنطقي يقتضي تقديم أهم الفهارس وأشدها مساسا بموضوع الكتاب، فإن كان الكتاب كتاب تراجم وتاريخا قدم فيه فهرس الأعلام، أو كتاب أمثال قدم فهرس الأمثال، أو قبائل قدم فهرس القبائل... وهكذا. ثم تساق بعده سائر الفهارس مرتبة حسب ترتيبها المألوف. [ ص: 93 ]

                  ومهما أجهد المحقق نفسه وفكره في إخراج الكتاب، فلا بد أن تفوته بعض التحقيقات أو التوضيحات، أو يزل فكره أو قلمه زلة تقتضي المعالجة. وفي باب: الاستدراك والتذييل الذي يلحق غالبا بنهاية الكتاب، مجال واسع لتدارك ما فات محقق الكتاب أو شارحه، أو ما زل فيه فكره أو قلمه.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية