الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  [5] توحيد المصطلحات العسكرية العربية:

                  (أ) خلاصة الدروس:

                  كانت الدروس المكتسبة من أسباب إخفاق محاولات توحيد المصطلحات العسكرية العربية للجيوش العربية كافة، وإخفاق المعجمات العسكرية المطبوعة في تطهير المصطلحات العسكرية العربية من المصطلحات العسكرية الأجنبية الدخيلة، وفي أن تخرج من نطاقها القطري إلى نطاق الوطن العربي، تخالج كثيرا من عقول الضباط خاصة، وغير الضباط عامة من المعنيين بتطهير المصطلحات العسكرية العربية من المصطلحات العسكرية الدخيلة، وبتوحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية، وبإصدار معجمات عسكرية موحدة تجمع مصطلحات الجيوش العربية كافة على كلمة سواء.

                  وفي مؤتمر مجمع اللغة العربية المصري والمجمع العلمي العراقي الذي عقد في بغداد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وألف الهجرية (من 20 تشرين الأول " نوفمبر " 1960م إلى 30 من الشهر المذكور) ، ألقي بحث عنوانه: (أهمية توحيد المصطلحات العسكرية العربية) [1] .

                  وكان من جملة مقررات هـذا المؤتمر: " تشكيل لجنة من المختصين تحت إشراف جامعة الدول العربية والقيادة العربية الموحدة، لتوحيد المصطلحات العسكرية، على أن يعاونها بعض اللغويين " . [ ص: 119 ]

                  وبعد عودة أعضاء مجمع اللغة العربية الذين شهدوا مؤتمر بغداد إلى القاهرة، كتب الأمين العام لمجمع اللغة العربية رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربي، يبلغه فيها بقرار مؤتمر مجمع اللغة العربية المصري والمجمع العلمي العراقي الخاص بتوحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية (برقم 60 والمؤرخ في 11/1/1966م) .

                  وبعد مخابرات واتصالات عديدة بين جامعة الدول العربية والدول العربية ووزارة الدفاع المصرية، انتهت سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وألف الهجرية (24 كانون الثاني1967م) ، باعتذار وزارة الدفاع المصرية عن الموافقة على توحيد المصطلحات العسكرية العربية للجيوش العربية في الوقت الراهن لعدم ملاءمة الظروف (كذا) ، فتقرر إرجاء توحيد المصطلحات العسكرية إلى إشعار آخر!

                  وفي أوائل سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة الهجرية (بداية سنة 1968م) ، زرت جامعة الدول العربية في القاهرة، واطلعت على سير معاملة توحيد المصطلحات العسكرية، فذهلت لأن المعاملة ركنت على الرف إلى موعد غير معلوم.

                  وجرت محاولات جديدة لإخراج فكرة توحيد المصطلحات العسكرية إلى حيز التنفيذ، فنجحت تلك المحاولات، وتقرر أن تجتمع لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية في جامعة الدول العربية في آخر النصف الأول من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وألف الهجرية (30 آذار " مايو " 1968م) .

                  (ب) لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية:

                  وبالاستفادة من الدروس المكتسبة من إخفاق التوحيد والمعجمات [ ص: 120 ] العسكرية العربية، وبالمذاكرة مع السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمجمع اللغة العربية في القاهرة، والقائد العام للقيادة العربية الموحدة، ورئيس هـيئة أركان حرب الجيش المصري، اقترحنا على الأمين العام للجامعة العربية تأليف لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية من ممثلين لكل من:

                  - عضو واحد من مجمع اللغة العربية في القاهرة.

                  - ضابط من كل جيش عربي من دول جامعة الدول العربية.

                  - ضابط من القيادة العربية الموحدة.

                  وقدم ممثل مجمع اللغة العربية المصري في اللجنة تقريرا إلى السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، شرح فيه الطريقة المثلى لتشكيل اللجنة وأسلوب عملها.

                  ووافق السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية على ما جاء في تقرير ممثل مجمع اللغة العربية المصري، حول تشكيل لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية، وتحدد يوم اجتماع اللجنة في رحاب جامعة الدول العربية.

                  ودروس الماضي في إخفاق توحيد المصطلحات العسكرية العربية، هـي التي أوحت بشكل لجنة توحيد المصطلحات العسكرية بهذا الأسلوب وهذه الطريقة.

                  واجب ممثل مجمع اللغة العربية المصري، وهو عضو من أعضاء المجمع، في هـذه اللجنة: إقرار المصطلحات العسكرية العربية القديمة ما دامت ملتزمة بالعربية الفصحى، ونبذ المصطلحات العسكرية العربية القديمة ما دامت غير ملتزمة بالعربية الفصحى، ووضع المصطلحات [ ص: 121 ] العسكرية العربية الجديدة بلغة عربية سليمة، وحمل اللجنة على الالتزام باللغة العربية الفصحى التزاما صارما.

                  وواجب ممثلي الجيوش العربية من الضباط في اللجنة: عرض المصطلحات العسكرية المستعملة في جيوشهم، لإقرار المصطلح العربي الفصيح ونبذ المصطلح الأجنبي الدخيل أو العربي غير الفصيح، والمصادقة على قرار اللجنة في توحيد المصطلحات العسكرية العربية، وجعل هـذا القرار نابعا من موافقة ممثلي الجيوش العربية كافة لا من موافقة ممثلي جيش عربي واحد أو جيشين عربيين شقيقين، حتى تلتزم الجيوش العربية كلها بالمعجم العسكري الموحد الذي أقر مصطلحاته ممثلوها في اللجنة.

                  وواجب ممثل القيادة العربية الموحدة: إضفاء الصفة العسكرية العربية الشاملة على المعجم العسكري الموحد من الناحية العسكرية.

                  وعقدت اللجنة اجتماعاتها في كنف جامعة الدول العربية بالقاهرة وبرعايتها وإشرافها، لكي يكون للمعجم العسكري الموحد صفة عربية شاملة من الناحية السياسية.

                  وهكذا حاولت هـذه اللجنة في تشكيلها وفي عملها، أن تخرج مهمة توحيد المصطلحات العسكرية العربية من النطاق القطري الضيق إلى النطاق العربي الشامل، وأن تجعل لهذا التوحيد قوة لغوية وقوة عسكرية وقوة سياسية، تحمل الجيوش العربية والدول العربية على الالتزام به في مصطلحاتها العسكرية.

                  وقد شهد كل ممثلي الجيوش العربية اجتماعات اللجنة، عدا ممثل الجيش التونسي الشقيق.

                  (ج) المبادئ التي التزمت بها اللجنة في عملها: [ ص: 122 ]

                  التزمت لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية بمبادئ واضحة المعالم، وضعتها نصب أعين أعضائها، وحاولت جهد الإمكان ألا تحيد عنها قيد أنملة.

                  وقد كان حرصها الشديد على الالتزام بهذه المبادئ أن يعصف بها وهي في بداية الطريق بعد أيام معدودات من عقد اجتماعاتها.

                  من هـذه المبادئ: الالتزام باللغة العربية الفصحى، ونبذ المصطلحات العسكرية الأجنبية الدخيلة، كالمصطلحات التركية والفرنسية والبريطانية، وكالمصطلحات الموضوعة باللغة العامية الدارجة.

                  ومنها: اختيار الألفاظ العربية السهلة البسيطة، لأن اللغة العسكرية لغة علمية، والتخلي عن الألفاظ الحوشية الجاسية التي قد تصلح للتعابير الأدبية، ولكنها لا تصلح للتعابير العسكرية.

                  ومنها أيضا: الاقتصار على (الترجمة) إلى العربية، والابتعاد عن (التعريب) إلا لضرورة قصوى) .

                  ثم منها كذلك: اقتباس الألفاظ الحضارية التي وضعتها المجامع العربية، والأخذ بها وإقرارها.

                  وأخيرا: تفضيل المصطلح العسكري الشائع في أكثر الجيوش العربية على المصطلح العسكري الشائع في عدد قليل من الجيوش العربية.

                  تلك هـي مجمل المبادئ التي التزمت بها لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية، والتي كادت أن تعصف باللجنة في أيامها الأولى، لأن ممثل كل جيش عربي كان يحرص على إقرار المصطلحات العسكرية الشائعة في جيشه، دون الالتفات إلى قوتها اللغوية أو مطابقتها لمعنى ما يقابلها من مصطلحات عسكرية في الجيوش الأجنبية الحديثة. [ ص: 123 ]

                  ولكن صوت لغة القرآن الكريم أسكت كل صوت، وكلمة الحق أزهقت كلمة الباطل، وتغلب العلم على الجهل، وآثر أعضاء اللجنة المصلحة العربية على المصلحة القطرية.

                  وسار عمل اللجنة في بداية أمره بطيئا متلكئا، ثم انطلق لتحقيق أهدافه سريعا واثقا على هـدى اللغة العربية الفصحى وبصيرة العلم العسكري الأصيل.

                  (د) أسـلوب عمل اللجنة:

                  وحين اجتمعت لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية في رحاب جامعة الدول العربية، وضعت أمامها المعجمات العسكرية العربية المطبوعة والمخطوطة، فقد استصحب كل ضابط من أعضاء هـذه اللجنة معه المصطلحات العسكرية العربية المعمول بها في جيشه.

                  وكان أمام اللجنة مسلكان:

                  الأول: توحيد المصطلحات العسكرية المتيسرة على حسب ترتيبها الأبجدي، وهذا المسلك يؤدي إلى اصطدام أعضاء اللجنة ببعضهم بين مدة وأخرى عند إقرار المصطلحات العسكرية العربية الحيوية الشائعة في جيوشها منذ القديم، إذ يصعب على تلك الجيوش التخلي عنها بسهولة حتى ولو كانت لا تمت إلى العربية الفصحى بصلة قريبة أو بعيدة!

                  والثاني: توحيد المصطلحات العسكرية العربية الحيوية الشائعة في الجيوش العربية أولا، وهي التي يبرز فيها التناقض في المعنى والمبنى، ولكل جيش عربي مصطلحاته الخاصة به ليس من السهل عليه تبديلها.

                  وهذا المسلك يؤدي إلى اصطدام أعضاء اللجنة ببعضهم في الأيام [ ص: 124 ] الأولى من عملهم، وربما يؤدي هـذا الاصطدام إلى إخفاق اللجنة في النهوض بمهمتها الصعبة الشاقة.

                  وقد آثرت اللجنة أن تبدأ بتوحيد المصطلحات العسكرية الشائعة المتناقضة في الجيوش العربية، حتى إذا أخفقت في توحيدها، أعلنت إخفاقها دون أن تضيع الوقت سدى.

                  وفي خلال الشهرين الأولين من مدة عمل اللجنة، لم تستطع اللجنة أن توحد أكثر من خمسمائة مصطلح عسكري عربي، بعد جهد جهيد ومشقة بغير حدود.

                  وكمثال على ذلك، فإن كلمة (Tactics) الإنكليزية، كان المصطلح المقابل لها في قسم من الجيوش العربية هـو كلمة: (تكتيك) ، وكان المصطلح العربي المقابل لها في القسم الآخر من الجيوش العربية هـو كلمة: (تعبئة) .

                  وما يقال عن هـذه الكلمة يقال عن كلمة: (strategy) الإنكليزية، فقد كان قسم من الجيوش العربية يستعمل كلمة: (استراتيجية) ، وكان قسم من الجيوش العربية يستعمل كلمة: (السوق) .

                  وقد أمضت اللجنة أسبوعا كاملا في جدال عنيف حول هـاتين الكلمتين الشائعتين، حتى استقر الرأي على استعمال المعنيين العربيين:

                  (تعبئة) و (سوق) لهاتين الكلمتين المعربتين.

                  وفي خلال الشهرين الأولين من مدة عمل اللجنة، أكملت اللجنة توحيد المصطلحات العربية المتناقضة من جهة والحيوية الشائعة من جهة أخرى، وهي مصطلحات: الإيعازات العسكرية، والتعبوية، والسوقية، والتدريب، وأسماء الأسلحة والذخيرة، والرتب والمناصب العسكرية، [ ص: 125 ] وأسماء الوحدات والتشكيلات والمؤسسات والمقرات والمدارس والمعاهد والكليات العسكرية.

                  ولما تم للجنة توحيد تلك المصطلحات المتناقضة الشائعة التي كان يصعب تبديلها ويصعب إقرارها أيضا، أصبح نجاح اللجنة في عملها مضمونا، وأصبح إكمال واجبها في التوحيد قضية وقت ليس إلا، لأن المصطلحات المتبقية ليست حيوية ولا شائعة ولا متناقضة بالدرجة التي كانت عليها المصطلحات العسكرية التي جرى توحيدها.

                  ولكن برزت مشكلة جديدة لم تكن في حسبان اللجنة، هـي أن المعجمات العسكرية العربية المطبوعة والمخطوطة تفتقر إلى المصطلحات العسكرية الحديثة، مثل مصطلحات الحرب النووية ، ومصطلحات الحرب الكيماوية ، ومصطلحات الحرب الجرثومية ، ومصطلحات الأجهزة الألكترونية ، ومصطلحات الأسلحة الحديثة المتطورة.

                  إن العلوم التي لها صلة مباشرة بالمصطلحات العسكرية كثيرة، وقد استوعب المعجم الفني المصري مصطلحات نحو ستين علما، ومع ذلك قصر عن استيعاب المصطلحات العلمية الحديثة كلها.

                  وقررت اللجنة أن يكون عملها متكاملا، وذلك بنقل المصطلحات الحديثة إلى العربية، لكي لا تبقى المصطلحات العسكرية التي تضمها المعجمات العسكرية العربية بدائية، قد تصلح لحرب مثل الحرب العالمية الأولى، ولكنها لا تصلح لحرب حديثة ضد العدو الصهيوني الذي بلغ في العلوم التطبيقية شأوا بعيدا.

                  واللجنة يوم بدأت في إعداد المعجم العسكري الموحد، ظنت أن [ ص: 126 ] المدى لإنجازه لن يطول، وأنه سيتم خلال شهر أو بعض شهر، ولكن قرارها الخاص بنقل المصطلحات العسكرية الحديثة، جعل مدة الإعداد تطول إلى خمس سنوات كاملة، كانت اللجنة خلالها تجتمع يوميا بدون راحة، حتى في أيام الأعياد الرسمية، حرصت أن تعمل فيها كسائر الأيام، وشعارها: الاحتفال بالأعياد بالعمل.

                  فإذا انقضى يوم من أيام العمل الذي يبدأ في الساعة التاسعة صباحا وينتهي بانتهاء العمل المخصص في ذلك اليوم، في عمل دائب منظم، حمل كل عضو من أعضاء اللجنة معه إلى مستقره عملا إضافيا يؤديه في أوقات راحته، ويطالب به صباح اليوم التالي:

                  وأخيرا تكلل مجهود اللجنة بالنجاح والحمد لله، فأنجزت:

                  المعجم العسكري الموحـد (إنكليزي - عربي) .

                  المعجم العسكري الموحـد (عربي - إنكليزي) .

                  المعجم العسكري الموحـد (فرنسي - عربي) .

                  المعجم العسكري الموحـد (عربي - فرنسي) .

                  يكفي أن أذكر أن المعجم العسكري الموحد (إنكليزي - عربي) وحده، يضم بين دفتيه ثمانين ألف مصطلح عسكري.

                  (ه) مراجعة المعجم العسكري الموحد وطبعه وتوزيعه:

                  آمنت لجنة إعداد المعجم العسكري الموحد، أن هـذا المعجم لن يتكامل إلا بمراجعته في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، لكي يتدارك المجمع ما فيه من هـفوات لغوية، ولكي تكون له قيمة لغوية تحول دون [ ص: 127 ] تنصل أي جيش عربي من الالتزام به بعد صدوره بحجة هـفواته اللغوية.

                  لذلك بادرت اللجنة بعرض المعجم العسكري الموحد على مجمع اللغة العربية لمراجعته وإقراره، فوافق المجمع مشكورا على مراجعته، وأوكل أمر مراجعته إلى لجنة مجمعية مؤلفة من ثلاثة أعضاء من أعضائه.

                  وعكفت اللجنة المجمعية على مراجعته، فأكملت مهمتها على ما يرام.

                  إن المعجم العسكري الموحد يحوي عنصرين: العنصر العلمي العسكري الفني أولا، والعنصر اللغوي ثانيا.

                  ومن الطبيعي أن تكون لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية مسئولة مسئولية كاملة عن هـذين العنصرين، ولكن اللجنة المجمعية، تشاطر لجنة إعداد المعجم المسئولية في العنصر اللغوي من المعجم إلى درجة محدودة.

                  وحملت اللجنة المعجم إلى المطبعة، فجرى طبع أجزائه بالتدريج، وصدر إلى الناس، وتولت جامعة الدول العربية توزيعه على الجيوش العربية والدول العربية، وعلى المكتبات العامة والخاصة بموجب طلبات الجيوش والدول والمكتبات.

                  وكان ثمن النسخة يساوي ثمن تكليفه، فهو ليس مشروعا تجاريا يقصد منه الربح، بل هـو مشروع بعيد عن كل مادة وكل شيء مادي.

                  وربما يتبادر إلى الأذهان أن الهيئة الإدارية التي ساعدت لجنة إعداد المعجم في طبع المسودات وتصحيحها، وتنظيم المفردات تنظيما معجميا، وتصحيح ملازم الطبع مرات... لا بد أن تكون هـيئة كبيرة، تضم كتاب الآلة الطابعة، والمصححين، والمنظمين، والخبراء [ ص: 128 ] والواقع أن هـذه الهيئة كانت تضم شخصين فقط، أحدهما يعمل على الآلة الطابعة، والثاني يعمل في تنظيم المفردات تنظيما معجميا! أما بقية أعمال إعداد المعجم، فقد نهض بها أعضاء لجنة توحيد المصطلحات العسكرية العربية الذين كانوا حتى ممثل مجمع اللغة العربية في القاهرة من الضباط، الذين يفتقرون التجربة الكافية للنهوض بمثل هـذه الأعمال، ولكنهم تسلحوا بالعزم والإخلاص، فتغلبوا على الصعاب بسهولة ويسر وصبر وعناء.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية