الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  [4] الأسـلوب والمنهاج:

                  كتب المؤرخون القدامى المعارك العربية الإسلامية بأسلوب يضم جميع المعلومات المفصلة عن تلك المعارك، ولكن الحوادث غير منسقة تارة وغير مترابطة تارة أخرى، وفيها شيء من الغموض الذي يصعب فهمه على كثير من القراء والدارسين.

                  كما أن المصطلحات القديمة لا يعرفها غير المختصين، ويجهلها غيرهم من الناس.

                  والأسلوب المطلوب إعادة كتابة المعارك بموجبه هـو تقسيم كل معركة إلى: الموقف العام قبل المعركة، والقوات المشاركة في المعركة للجانبين، وقادة الطرفين، وسير القتال، وخسائر الطرفين، ونتائج المعركة، والدروس المستنبطة من المعركة.

                  ومن المناسب جدا أن تكون المعركة موضحة على خريطة أو عدة خرائط، تعين الدارس والقارئ على تفهم سير القتال تفهما كاملا.

                  وهذا هـو الأسلوب أو المنهاج الحديث لإعادة كتابة تاريخ المعارك، [ ص: 40 ] والمؤرخون القدامى لم يكونوا على علم به، وطريقتهم في عرض المعارك هـي حشد المعلومات عنها بحسب توقيت وقوع الحوادث تارة، وبعدم الالتزام بالتوقيت تارة أخرى، ويتم حشد المعلومات عن المعركة حشدا كيفما اتفق في بعض الأحيان.

                  والمهم في إعادة كتابة تاريخ المعارك هـو الاحتفاظ بالمعلومات الواردة عنها في المصادر التاريخية الإسلامية المعتمدة، وعدم تشويشها أو بترها أو إقحام معلومات جديدة عليها لم تقع أبدا بحجة أو بأخرى.

                  إن الأمانة المطلقة في النقل مطلوبة للغاية، ومعيد كتابتها مسئول (فقط) عن تصنيف المعلومات الواردة عنها وتبويبها، واستنتاج الدروس المستنبطة منها، التي تفيد العرب والمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، وتوضيحها بالخرائط والمخططات إن أمكن، على أن تستوفى المعلومات الواردة عنها بكل دقة وأمانة بدون زيادة ولا نقصان.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية