المبحث الرابع: بلوغ الوقف أوجه في الدولة الأيوبية وعصر المماليك:
إن الدور الرائد هو الذي قام به الخليفة صلاح الدين الأيوبي في قهر الصليبيين وفتح بيت المقدس والحفاظ على هذه المدينة المقدسة، وذلك بالأوقاف ورعايتها، ولعل "أول من نشط في إحياء الوقف الإسلامي هم أمراء الدولة الأيوبية بعد الفتح الثاني للقدس سنة 1187م، على يد صلاح الدين الأيوبي، ومن بعدهم المماليك، وأصبحت أراضي القدس وقفا يتصرف به الخليفة أو الوالي لما فيه مصلحة المسلمين" [1] . [ ص: 81 ]
وحال الأوقاف في فلسطـين كحـالـه في بـقـيـة الأمـصـار الإسـلاميـة، إذ انتشرت الأوقاف في المدن والحواضر الإسلامية، على شكل مدارس وعقارات ودور ومستشفيات، ثم توسعت الظاهرة الوقفية في عهد المماليك (1250م- 1517م)، لتتجه نحو الأراضي الزراعية والبساتين [2] .