3529 3530 3531 3532 ص: فقال قائل : وكيف يجوز أن يكون النبي - عليه السلام - وقت لأهل العراق يومئذ ما وقت ، والعراق إنما كانت بعده عليه السلام ؟ !
قيل له : كما وقت لأهل الشام ما وقت ، والشام إنما افتتحت بعده - عليه السلام - ، فإن كان يريد بما وقت لأهل الشام من كان في الناحية التي افتتحت حينئذ من قبل الشام ، ، فكذلك يريد بما وقت لأهل العراق من كان في الناحية التي افتتحت حينئذ من قبل العراق ، مثل جبلي طيئ ونواحيها ، وإن كان ما وقت لأهل الشام ، إنما هو لما علم بالوحي أن الشام ستكون دار إسلام ، فكذلك ما وقت لأهل العراق ، إنما هو لما علم بالوحي أن العراق ستكون دار إسلام ، فإنه قد كان - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما سيفعله أهل العراق في زكاتهم مع ذكره ما سيفعله أهل الشام في زكاتهم .
حدثنا علي بن عبد العزيز البغدادي ، قال : ثنا أحمد بن يونس .
وحدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الوحاظي .
وحدثنا فهد ، قال : ثنا أبو غسان ، قالوا : ثنا زهير بن معاوية ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] ، : " منعت العراق قفيزها ودرهمها ، ومنعت الشام مديها ودينارها ، ومنعت مصر [ ص: 56 ] إردبها ودينارها ، (وعدتم كما بدأتم ، وعدتم كما بدأتم) شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه" . ،
يزيد بعضهم على بعض في قصة الحديث ، فهذا رسول الله - عليه السلام - قد ذكر ما سيفعله أهل العراق من منع الزكاة قبل أن يكون عراق ، وذكر مثل ذلك في الشام وأهل مصر ، قبل أن يكون الشام ومصر ، لما أعلمه الله تعالى من كونهما بعده ، فكذلك ما ذكره من التوقيت لأهل العراق مع ذكره التوقيت لغيرهم المذكورين ، هو لما أخبره الله أنه سيكون من بعده ، وهذا الذي ذكرناه من تثبيت هذه المواقيت التي وصفنا لأهل العراق ولمن ذكرنا معهم هو قول أبي حنيفة 5 وأبى يوسف 5 ومحمد - رحمهم الله - .


