الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3886 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " خرجنا ولا نرى إلا أنه الحج ، ، فلما قدم رسول الله - عليه السلام - مكة ، طاف ولم يحل ، وكان معه الهدي ، فطاف ومن معه من نسائه وأصحابه ، فحل منهم من لم يكن معه الهدي" . .

                                                [ ص: 431 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 431 ] ش: إسناده صحيح ، وأبو عوانة : الوضاح اليشكري .

                                                وأخرجه البخاري مطولا : ثنا عثمان ، نا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة : "خرجنا مع رسول الله - عليه السلام - ولا نرى إلا أنه الحج ، فلما قدمنا تطوفنا بالبيت ، فأمر النبي - عليه السلام - من لم يكن ساق الهدي أن يحل ، فحل من لم يكن ساق الهدي ، ونساؤه لم يسقن فأحللن . . الحديث" .

                                                وأخرجه مسلم بنحوه : عن زهير بن حرب ، عن جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم .

                                                وأخرجه أبو داود : نا عثمان بن شيبة ، قال : نا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : "خرجنا مع رسول الله - عليه السلام - ولا نرى إلا أنه الحج ، فلما قدمنا تطوفنا بالبيت ، فأمر رسول الله - عليه السلام - من لم يكن ساق الهدي أن يحل ، فحل من لم يكن ساق الهدي" .

                                                وأخرجه النسائي أيضا .

                                                قوله : "ولا نرى" قال ابن التين : ضبطه بعضهم بفتح النون وبعضهم بضمها ، قال القرطبي : أي نظن ، وكان هذا قبل أن يعلمن بأحكام الإحرام وأنواعه ، وقيل : يحتمل أن يكون ذلك اعتقادها من قبل أن تهل ، ثم أهلت بعمرة ، ويحتمل أن تريد بقولها : "لا نرى" حكاية عن فعل غيرها من الصحابة ، وهم كانوا لا يعرفون إلا الحج ، ولم يكونوا يعرفون العمرة في أشهر الحج ، فخرجوا محرمين بالذي لا يعرفون غيره ، وزعم عياض أنها كانت أحرمت بالحج ، ثم أحرمت بالعمرة ثم أحرمت بالحج ، ويدل على أن المراد بقولها : "لا نرى" إلا الحج عن فعل غيرها .

                                                [ ص: 432 ] قولها : "فلما قدمنا تطوفنا بالبيت" تعني بذلك النبي - عليه السلام - والناس غيرها ؛ لأنها لم تطف بالبيت ذلك الوقت لأجل حيضها .




                                                الخدمات العلمية