3830 [ ص: 363 ] ص: قال أبو جعفر : - رحمه الله - : فذهب قوم إلى أن الرمل في الطواف ليس بسنة ، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث ، وقالوا : إنما كان الرمل ليرى المشركون أن بهم قوة ، وأنهم ليسوا بضعفاء ؛ لا لأن ذلك سنة .

التالي السابق

الشرح

ش: أَرَادَ بِالْقَوْمِ هَؤُلَاءِ : عَطَاءً وَطَاوُسًا وَمُجَاهِدًا وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَالْقَاسِمَ وَسَالِمًا وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا : الرَّمَلُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ ، مَنْ شَاءَ فَعَلَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَفْعَلْهُ ، وَهُوَ الْأَشْهَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْهُ أَنَّهُ سُنَّةٌ .

وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ : وَرَوَيْنَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٍ : لَيْسَ عَلَى مَنْ تَرَكَ الرَّمَلَ شَيْءٌ ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ : عَلَيْهِ فِدْيَةٌ ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : وُجُوبُهُ عَلَى أَهْلِ الْآفَاقِ ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ : لَيْسَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ رَمَلٌ ، وَلَا عَلَى مَنْ أَهَلَّ مِنْهَا ، إِلَّا أَنْ يَجِيءَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ خَارِجٍ ، فَهَذِهِ رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِيجَابِ الرَّمَلِ عَلَى أَهْلِ الْآفَاقِ ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ مِثْلُ ذَلِكَ .

قَوْلُهُ : "وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ" أَيِ احْتَجَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ لِمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ .

ش: أراد بالقوم هؤلاء : عطاء وطاوسا ومجاهدا والحسن البصري والقاسم وسالما وسعيد بن جبير ، فإنهم قالوا : الرمل ليس بسنة ، من شاء فعله ومن شاء لم يفعله ، وهو الأشهر عن ابن عباس ، وعنه أنه سنة .

وقال ابن حزم : وروينا عن ابن عباس وعطاء : ليس على من ترك الرمل شيء ، وعن إبراهيم : عليه فدية ، وعن ابن عباس : وجوبه على أهل الآفاق ، وعن الحسن وعطاء : ليس على أهل مكة رمل ، ولا على من أهل منها ، إلا أن يجيء أحد من أهل مكة من خارج ، فهذه رواية ابن عباس بإيجاب الرمل على أهل الآفاق ، وعن الحسن وعطاء مثل ذلك .

قوله : "واحتجوا في ذلك" أي احتج هؤلاء القوم لما ذهبوا إليه بالحديث المذكور .