3927 ص: وقد روى عنها : ذلك أيضا ما حدثنا الأسود ، قال : ثنا الربيع المؤذن قال : ثنا أسد ، ، عن أبو عوانة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود قالت : " عائشة مكة طاف ولم يحل وكان معه الهدي ، فطاف من معه من نسائه وأصحابه ، فحل منهم من لم يكن معه الهدي ، قال : وحاضت هي قالت : فقضينا مناسكنا ، فلما كانت ليلة الحصبة ليلة النفر ، قلت : يا رسول الله ، أيرجع أصحابك بحجة وعمرة وأرجع أنا بحج ؟ قال : أما كنت طفت بالبيت ليالي قدمنا ؟ قالت : قلت : لا ، قال : انطلقي مع أخيك إلى التنعيم ، فأهلي بعمرة ، ثم موعدك مكان كذا وكذا" . خرجنا ولا نرى إلا أنه الحج ، ، فلما قدم .
[ ص: 478 ] ففي هذا الحديث ما يدل أنها قد كانت خرجت من عمرتها التي صارت مكان حجتها بفسخ الحج بمضيها إلى عرفة ، قبل طوافها لها ؛ لأن رسول الله - عليه السلام - قال لها : "أما كنت طفت ليالي قدموا" أي لو كنت طفت كانت قد تمت لك عمرتك مع حجتك التي قد فرغت منها ، فلما أخبرته أنها لم تكن طافت ليالي قدموا ، جعلها بما فعلت بعد ذلك لحجها من وقوفها بعرفة ، أو توجهها إليها خارجة من عمرتها ، [فأمرها] أن تعتمر أخرى مكانها من التنعيم ، . فكيف يجوز لقائل أن يقول أن طوافها بالبيت لحجة هي فيها يكون لتلك الحجة ولعمرة أخرى قد خرجت منها قبل ذلك ، هذا عندنا محال .