ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين    . 
[2] ذلك  أي: هذا. 
الكتاب  هو القرآن; لأن الله سبحانه كان قد وعد نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء، فلما أنزل القرآن، قال: هذا ذلك الكتاب الذي وعدتك بإنزاله، و (هذا) للتقريب، و (ذلك) للتبعيد، وأصل الكتب الضم والجمع، فسمي الكتاب كتابا لأنه جمع حرف إلى حرف. 
لا ريب  أي: لا شك. 
فيه  أنه من عند الله تعالى، وأنه الحق والصدق. قرأ  حمزة   : (لا ريب) بالمد بحيث لا يبلغ الإشباع، وكذلك لا شية فيها   [البقرة: 71] فلا مرد له   [الرعد: 11] لا جرم   [هود: 22] لا خير   [النساء: 114] لا ضير   [الشعراء: 50]،  وابن كثير  يصل هاء الكناية الساكن قبلها بياء في الوصل إن كانت مكسورة، وبواو إن كانت مضمومة نحو (فيهي هدى)  [ ص: 50 ] و (شروهو بثمن) ونحوه حيث وقع. وقرأ  أبو عمرو   : (فيه هدى) بإدغام الهاء في الهاء. 
هدى  أي: هو رشد وبيان لأهل التقوى، والهدى: ما يهتدي به الإنسان. 
للمتقين  أي: للمؤمنين وهم من يتقي الشرك والكبائر والفواحش، وهو مأخوذ من الاتقاء، وأصله الحجز بين شيئين، والوقاية: فرط الصيانة، وتخصيص المتقين بالذكر تشريف لهم. 
				
						
						
