ذكر قصة الشاة المسمومة وما وقع في ذلك من الآيات
روى الشيخان عن والإمام أنس ، أحمد ، وابن سعد ، عن وأبو نعيم ، ابن عباس والدارمي ، عن والبيهقي جابر ، بسند صحيح - عن والبيهقي عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، [ ص: 134 ] عنه عن أبيه ، والطبراني والبزار ، والحاكم عن وأبو نعيم أبي سعيد ، عن والبيهقي - رضي الله عنهم - أبي هريرة عن والبيهقي رحمه الله تعالى - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما افتتح ابن شهاب - خيبر ، وقتل من قتل ، واطمأن الناس ، أهدت زينب ابنة الحارث امرأة سلام بن مشكم ، وهي ابنة أخي مرحب - لصفية امرأته شاة مصلية ، وقد سألت : أي عضو الشاة أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
فقيل لها الذراع ، فأكثرت فيها من السم ، ثم سمت سائر الشاة ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية ومعه - بمهملات - فقدمت إليه الشاة المصلية ، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتف ، وفي لفظ : الذراع ، وانتهس منها فلاكها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتناول بشر بن البراء بن معرور بشر ابن البراء عظما ، فانتهس منه .
قال ، ابن إسحاق فأما بشر فأساغها ، وأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلفظها ، وقال ابن شهاب :
ما في فيه بشر بن البراء
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارفعوا ما في أيديكم ، فإن كتف هذه الشاة تخبرني أني نعيت فيها . فلما استرط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقمته استرط
قال ابن شهاب : فقال والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت فما منعني أن ألفظها إلا أني أعظمت أن أنغصك طعامك ، فلما سغت ما في فيك لم أكن لأرغب بنفسي عن نفسك ورجوت ألا تكون استرطتها ، وفيها نعي . فلم يقم بشر بن البراء : بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان ، وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلا أن حول . قال الزهري قال جابر :
فقال : «ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر عوادا حتى كان هذا وانقطع أبهري» واحتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كاهله يومئذ ، حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن والشفرة ، وبقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفي فيه .
فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهيدا بلفظ ابن شهاب .
وذكر محمد بن عمر : أنه ألقى من لحم تلك الشاة لكلب فما تبعت يده رجله حتى مات .
وقال الصحابة السابق ذكرهم - رضي الله عنهم - بشر من أكلته التي أكل ولم يعاقبها . إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى اليهودية ، فقال : «أسممت هذه الشاة ؟ » فقالت : من أخبرك ؟ قال : «أخبرتني هذه التي في يدي وهي الذراع ، قالت : نعم ، قال : «ما حملك على ما صنعت ؟ » قالت : بلغت من قومي ما لم [ ص: 135 ] يخف عليك . فقلت : إن كان ملكا استرحنا منه ، وإن كان نبيا فسيخبر ، فتجاوز - وفي لفظ - فعفا عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومات
وذكر محمد بن عمر :
قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي - فأبوها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها : «ما حملك على هذا ؟ » قالت : الحارث وعمها يسار وأخوها رحب وزوجها سلام بن مشكم .
وعن أبي سلمة عن - رضي الله عنه - جابر أمر باليهودية فقتلت . بشر بن البراء رواه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مات ووقع عند أبو داود ، من حديث البزار أبي سعيد الخدري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد سؤاله للمرأة اليهودية واعترافها - بسط يده إلى الشاة
وقال لأصحابه :
«كلوا باسم الله» قال : فأكلنا وذكرنا اسم الله ، فلم يضر أحدا منا .
قال الحافظ عماد الدين بن كثير : وفيه نكارة وغرابة شديدة . قلت : وذكر محمد بن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلحم الشاة فأحرق .