الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت وصلاته فيه

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري في الصلاة ، ومسلم في الحج ، عن الإمام مالك بن أنس والبخاري في الصلاة والمغازي عن جويرية بن أسماء ، والبخاري في الصلاة ، ومسلم في الحج عن يونس بن يزيد عن أيوب ، والبخاري في الصلاة والمغازي عن موسى بن عقبة ، والبخاري في المغازي عن فليح بن سليمان ، ومسلم في الحج عن عبد الله بن عمر ، ومسلم في الحج ، والنسائي في الصلاة عن خالد بن الحرث عن ابن عون ، وابن عوانة ، وابن ماجة في الحج عن حسان بن عطية كلهم عن نافع ، والبخاري في الحج عن سالم بن عبد الله بن عمر ، وفي كتاب الصلاة عن مجاهد ، والإمام أحمد عن ابن عمر ، وابن دينار ، والإمام أحمد والنسائي عن ابن أبي مليكة والإمام أحمد ، والطبراني عن أبي الشعثاء كلهم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وابن أبي شيبة بسند حسن وأبو جعفر الطحاوي عن جابر بن عبد الله ، وابن قانع عن أبي بشر ومسافع بن شيبة عن أبيه شيبة بن عثمان ، وأبو جعفر الطحاوي من طريقين عن عبد الله بن الزجاج ، والإمام أحمد ، والأزرقي عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير ، والطبراني برجال الصحيح عن عبد الرحمن بن صفوان ، والإمام أحمد والطحاوي ، وابن قانع بسند حسن ، وأبو داود بسند ضعيف عن عمر بن الخطاب . والبزار بسند ضعيف عن أبي هريرة ، والحاكم في صحيحه ، والبيهقي عن عائشة - رضي الله تعالى عنهم - قال يونس بن يزيد : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته ، زاد فليح : القصواء [ ص: 239 ] - وهو مردف أسامة ، ومعه بلال ، وعثمان بن طلحة ، حتى أناخ في المسجد . ولفظ فليح : عند البيت . وقال لعثمان : ائتني بالمفتاح ، قال أيوب : فذهب إلى أمه ، فأبت أن تعطيه المفتاح فقال : والله لتعطينه أو لأخرجن هذا السيف من صلبي ، فلما رأت ذلك أعطته إياه ، فجاء به ، ففتح عثمان له الباب ، ثم اتفقوا ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة وقال ابن عوف - كما عند النسائي والفضل بن عباس ، ولأحمد نحوه عن ابن عباس - بعد أن ذكر الثلاثة الأول - ولم يدخلها أحد معهم ، زاد مسلم فأغلقوا عليهم الباب .

                                                                                                                                                                                                                              وعند محمد بن عمر عن شيوخه : فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكعبة فأغلقت . ولفظ الإمام مالك : فأغلقاها عليه ، وفي رواية ابن عوف : فأجاف عليهم عثمان الباب . زاد حسان بن عطية : من داخل .

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث صفية بنت شيبة عند ابن إسحاق ، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البيت حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ، ثم طرحها .

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل البيت رأى فيه تمثال إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

                                                                                                                                                                                                                              «قاتلهم الله ، لقد علموا ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام” . ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزعفران فلطخه بتلك التماثيل .


                                                                                                                                                                                                                              وعند ابن أبي شيبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، ويحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب - رحمهما الله تعالى - قالا : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل الكعبة كبر في زواياها وأرجائها ، وحمد الله تعالى ، ثم صلى ركعتين بين أسطوانتين ، قال يونس : فمكث نهارا طويلا ، ولفظ فليح : زمانا طويلا ، ولفظ جويرية : فأطال ، ولفظ ابن عوف : فمكث فيها مليا ، ولفظ أيوب : فمكث فيها ساعة . وفي رواية ابن أبي مليكة عن نافع : فوجدت شيئا فذهبت ثم جئت سريعا فوجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - خارجا ، ولفظ سالم : فلما فتحوا الباب وكنت أول والج ، وفي رواية فليح : فتبادر الناس الدخول فسبقتهم . وفي رواية أيوب : وكنت رجلا شابا قويا فبادرت الناس فبدرتهم ، وفي رواية ابن عوف : فرقيت الدرجة فدخلت البيت ، وفي رواية مجاهد ، وابن أبي مليكة عن ابن عمر : وأجد بلالا قائما بين البابين . وفي رواية سالم : فلقيت بلالا فسألته :

                                                                                                                                                                                                                              زاد مالك فقلت : ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية سالم . هل صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ؟ قال : نعم . وفي رواية مجاهد ، وابن أبي مليكة : فقلت هل صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، في [ ص: 240 ] الكعبة ؟ قال : نعم ، وفي رواية العلاء بن عبد الرحمن عن ابن عمر : أنه سأل بلالا ، وأسامة وفي رواية أبي الشعثاء عن ابن عمر قال : أخبرني أسامة بن زيد أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فيه ههنا . وفي رواية خالد بن الحرث عن ابن عوف عن مسلم ، والنسائي عن ابن عمر : فرقيت الدرجة فدخلت البيت ، فقلت أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالوا : ههنا . وفي رواية جويرية .

                                                                                                                                                                                                                              ويونس ، وجمهور أصحاب نافع : فسألت بلالا : أين - صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بين العمودين اليمانيين - ولفظ جويرية : المقدمين - وفي رواية مالك : جعل عمودا عن يمينه ، وعمودا عن يساره . وفي رواية : عمودا عن يمينه وعمودين عن يساره ، وجعل ثلاثة أعمدة وراءه ، وفي رواية عنه : عمودا عن يساره ، وعمودين عن يمينه . قال البيهقي : وهو الصحيح ، وفي رواية فليح : صلى بين ذينك العمودين المقدمين من السطر وكان البيت على ستة أعمدة سطرين .

                                                                                                                                                                                                                              صلى بين العمودين من السطر المقدم ، وجعل باب البيت خلف ظهره ، وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء ، وفي رواية موسى بن عقبة عند البخاري ، ومالك في رواية ابن قاسم عن النسائي عن نافع : أن بين موقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار نحو ثلاثة أذرع . وفي رواية ابن مهدي عند أبي داود ، وابن وهب عند الدارقطني في الغزوات - كلاهما عن مالك ، وهشام ، وابن سعد عن أبي عوانة عن نافع : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ أبو الفضل العراقي - رحمه الله تعالى - ملخصا من طرق الأحاديث - : أن مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت أن الداخل من الباب يسير تلقاء وجهه حين يدخل إلى أن يجعل بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع أو ذراعين أو ما بينهما لاختلاف الطرق . قال : ولا ينبغي أن يجعل بينه وبين الجدار أقل من ثلاثة أذرع ، فإن كان الواقع أنه ثلاثة أذرع فقد صادف مصلاه ، وإن كان ذراعين فقد وقع وجه المصلي وذراعاه في مكان قدمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أولى من المتقدم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية