الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر من استشهد بخيبر من المسلمين

                                                                                                                                                                                                                              أسلم الحبشي الراعي ، ذكره أبو عمر واعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم ، قال الحافظ : وهو اعتراض متجه ، قلت : قد جزم ابن إسحاق في السيرة برواية ابن هشام بأن اسمه أسلم الأسود الراعي ، تقدم أن اسمه أسلم . وقال محمد بن عمر : اسمه يسار . [ ص: 145 ]

                                                                                                                                                                                                                              أنيف - تصغير أنف - بن حبيب بن عمرو بن عوف .

                                                                                                                                                                                                                              أنيف - كالذي قبله بن واثلة بالمثلثة ، أو التحتية .

                                                                                                                                                                                                                              أوس بن جبير - بالجيم - الأنصاري من بني عمرو بن عوف ، قتل على حصن ناعم ، أورده ابن شاهين ، وتبعه أبو موسى : أوس بن حبيب الأنصاري . ذكره أبو عمر ، وقيل هو الذي قبله .

                                                                                                                                                                                                                              أوس بن فايذ - بالتحتية والذال المعجمة الأنصاري ، ذكره أبو عمر : أوس بن فايد - بالفاء والدال المهملة ، أو ابن فاتك أو الفاكه من بني عمرو بن عوف .

                                                                                                                                                                                                                              أوس بن قتادة الأنصاري .

                                                                                                                                                                                                                              بشر - بكسر الموحدة وسكون المعجمة ابن البراء بتخفيف الراء - ابن معرور ، بفتح الميم ، وسكون العين المهملة ، وضم الراء الأولى .

                                                                                                                                                                                                                              ثابت بن إثلة - بكسر الهمزة ، وسكون الثاء المثلثة ، وزاد أبو عمر واوا في أوله ، ولم يوافقوه .

                                                                                                                                                                                                                              ثقف - بثاء مثلثة - مفتوحة ، فقاف ساكنة ففاء ، وقال محمد بن عمر ثقاف بن عمرو بن سميط الأسدي .

                                                                                                                                                                                                                              الحارث بن حاطب ، ذكره ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد ، وقالا : شهد بدرا ، ولم يتعرض له أبو عمر ، ولا الذهبي ، ولا الحافظ : لكونه استشهد بخيبر . وهو أخو ثعلبة بن حاطب بن عمر بن عبيد الأنصاري الأوسي .

                                                                                                                                                                                                                              ربيعة بن أكثم بن سخبرة - بفتح السين المهملة ، وسكون الخاء المعجمة ، وبالموحدة ابن عمرو الأسدي ، قتل بالنطاة ، قتله الحارث اليهودي .

                                                                                                                                                                                                                              رفاعة بن مسروح - بمهملات - الأسدي حليف بني عبد شمس ، قتله الحارث اليهودي .

                                                                                                                                                                                                                              سليم بن ثابت بن وقش الأنصاري الأشهلي ، ذكره ابن الكلبي ، وأبو جعفر بن جرير الطبري .

                                                                                                                                                                                                                              طلحة : ذكره ابن إسحاق ، ولم ينسبه ، ولم يقف كثير من الحفاظ على نسبه ، ولم يذكره محمد بن عمر ولا ابن سعد ، وقال أبو ذر في الإملاء : هو طلحة بن يحيى بن إسحاق بن مليل .

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو علي الغساني - رحمه الله - لم يخبر ابن إسحاق باسم طلحة هذا ، قلت : ولم أر لطلحة بن يحيى بن إسحاق هذا ذكرا في الإصابة للحافظ ، ولا في الكاشف للذهبي . [ ص: 146 ]

                                                                                                                                                                                                                              عامر بن الأكوع ، واسم الأكوع : سنان بن عبد الله بن قشير الأسلمي المعروف بابن الأكوع عم سلمة بن عمرو بن الأكوع ،

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان ، والبيهقي عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : لما تصاف القوم يوم خيبر ، وكان سيف عامر فيه قصر ، فتناول به ساق يهودي ليضربه فرجع ذباب سيفه ، فأصاب عين ركبته فمات منه ، فلما قفلوا سمعت نفرا من أصحاب محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : بطل عمل عامر ، قتل نفسه ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما رآني شاحبا : ما لك ؟ قلت : فداك أبي وأمي ، زعموا أن عامرا حبط عمله . قال : «من قال ؟ » قلت : فلان وفلان ، وأسيد بن الحضير الأنصاري فقال : «كذب من قاله ، إن له لأجرين» وجمع بين أصبعيه «إنه لجاهد مجاهد ، قل عربي مشى - وفي لفظ نشأ بها مثله»

                                                                                                                                                                                                                              ووقع في حديث ، أنه عم سلمة بن عمرو بن الأكوع ، وفي حديث آخر أنه أخوه ، ولا تنافي بينهما ، لأنه عمه وأخوه في الرضاعة .

                                                                                                                                                                                                                              عبد الله بن أبي أمية بن وهب الأسدي بالحلف ، قتل بالنطاة ، وذكره محمد بن عمر ، وابن سعد ولم يذكره ابن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                              عبد الله بن هبيب - بموحدتين - مصغر - ابن أهيب ، ويقال : وهيب بن سحيم الليثي حليف بني أسد ، ذكره ابن إسحاق في رواية البكائي ، وجرير بن حازم ، ويونس بن بكير ، لكن عنده عبد الله بن فلان بن وهب ، وكذا سماه أبو عمر وجماعة وذكر محمد بن عمر : أنه استشهد هو وأخوه عبد الرحمن بأحد قال الحافظ : والأول أولى .

                                                                                                                                                                                                                              عدي بن مرة بن سراقة البلوي بفتح الموحدة واللام - حليف الأنصار طعن بين ثدييه بحربة فمات منها - ذكره محمد بن عمر ، وابن سعد ، وأبو عمر .

                                                                                                                                                                                                                              عروة بن مرة بن سراقة الأوسي : ذكره أبو عمر .

                                                                                                                                                                                                                              عمارة بن عقبة بن حارثة الغفاري ، رمي بسهم ذكره ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد ، وأبو عمر ، وتعقبه الحافظ في كونه استشهد بخيبر بكلام يدل على أنه لم يراجع السيرة في هذا المحل ، ولا شك في صحة ما ذكره أبو عمر .

                                                                                                                                                                                                                              فضيل بن النعمان الأنصاري السلمي - بفتح السين ، ذكره ابن إسحاق في رواية يونس وابن سلمة وزياد ، وجزم بذلك محمد بن عمر ، وابن سعد هنا ، وقال ابن سعد في موضع آخر :

                                                                                                                                                                                                                              كذا وجدناه في غزوة خيبر ، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده ، ولا أحسبه إلا وهما ، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان ، والطفيل ذكره ابن عقبة فيمن شهد خيبر .

                                                                                                                                                                                                                              بشر بن المنذر بن زنبر - بزاي ، ونون موحدة وزن جعفر - بن زيد بن أمية الأنصاري ، ذكره ابن إسحاق . [ ص: 147 ]

                                                                                                                                                                                                                              محمود بن مسلمة : قتل عند حصن ناعم ، ألقيت عليه صخرة ، قيل ألقاها عليه مرحب ، وقيل : كنانة بن الربيع ، ولعلهما اشتركا في الفعل .

                                                                                                                                                                                                                              ومدعم الأسود مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل بخيبر - وهو الذي غل الشملة يومئذ ، وجاء الحديث أنها تشتعل عليه نارا .

                                                                                                                                                                                                                              مرة بن سراقة الأنصاري ، ذكره أبو عمر ، وتعقبه ابن الأثير بأن الذي ذكروا أنه شهد خيبر ابنه عروة بن مرة . قال الحافظ : ولا مانع من الجمع ، قلت : ويؤيد كلام ابن الأثير أن أبا عمر لم يذكره في الدر ، بل ذكر ابنه عروة .

                                                                                                                                                                                                                              مسعود بن ربيعة - ويقال : ربيع بن عمرو القاري بالتشديد ممن استشهد بخيبر .

                                                                                                                                                                                                                              مسعود بن سعد بن قيس الأنصاري الزرقي : ذكره ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد ، ونقل أبو نعيم عن ابن عمارة أنه ذكره فيهم ، وخالفه الواقدي – اهـ . نقله الحافظ وأقره .

                                                                                                                                                                                                                              والذي في مغازي الواقدي أنه استشهد بخيبر ، وأن مرحبا قتله ، فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              يسار : اسم الأسود الراعي ، ذكره محمد بن عمر ، وابن سعد وسماه ابن إسحاق ، أسلم .

                                                                                                                                                                                                                              أبو سفيان بن الحارث ، كذا في نسخة سقيمة عن الزهري نقلا عن رواية يونس عن ابن إسحاق ، ولم أره في الإصابة .

                                                                                                                                                                                                                              أبو ضياح - بضاد مفتوحة ، فتحتية مشددة ، فألف ، فحاء مهملة - الأنصاري ، اسمه النعمان ، وتقدم في البدريين رجل من أشجع ذكره محمد بن عمر ، وابن سعد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي والبيهقي عن شداد بن الهاد - رضي الله عنه - أن رجلا من الأعراب جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآمن واتبعه ، فقال : أهاجر معك ، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه ، فلما كانت غزوة خيبر غنم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قسمه لهم ، وقسم له ، فأعطى أصحابه ما قسم [ ص: 148 ] له ، وكان يرعى ظهرهم ، فلما جاء دفعوه إليه ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا قسم قسمه لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخذه ، فجاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما هذا ؟ قال : «قسم قسمته لك» قال : ما على هذا أتبعك ، ولكن اتبعتك على أن أرمى ههنا ، وأشار إلى حلقه - بسهم - فأموت ، فأدخل الجنة . فقال : «إن تصدق الله يصدقك» ثم نهضوا إلى قتال العدو ، فأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل وقد أصابه سهم حيث أشار ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «هو هو» قالوا : نعم . قال : «صدق الله فصدقه» فكفنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جبته ، ثم قدمه . فصلى عليه ، وكان مما ظهر من صلاته :

                                                                                                                                                                                                                              «اللهم هذا عبدك وابن عبدك خرج مهاجرا في سبيلك ، قتل شهيدا ، أنا عليه شهيد»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وقتل من يهود ثلاثة وتسعون رجلا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية