الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر قدوم أبي هريرة وطائفة من أوس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والبخاري في التاريخ ، وفي مجمع الزوائد للهيثمي في أول خيبر عن خزيمة ، والطحاوي ، والحاكم ، والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قدمنا المدينة ، ونحن ثمانون بيتا من أوس ، فصلينا الصبح خلف سباع بن عرفطة الغفاري ، فقرأ في الركعة الأولى بسورة : «مريم» ، وفي الآخرة «ويل للمطففين» فلما قرأ إذا اكتالوا على الناس يستوفون [ ص: 137 ] [المطففين 2] قلت : تركت عمي بالسراة له مكيلان ، إذا اكتال اكتال بالأوفى ، وإذا كال كال بالناقص ، فلما فرغنا من صلاتنا ، قال قائل : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر ، وهو قادم عليكم ، فقلت : لا أسمع به في مكان أبدا إلا جئته ، فزودنا سباع بن عرفطة ، وحملنا حتى جئنا خيبر فنجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فتح النطاة ، وهو محاصر الكتيبة ، فأقمنا حتى فتح الله علينا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد فتح خيبر ، وكلم المسلمين فأشركنا في سهمانهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ، وأبو داود عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قدمت المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر حين افتتحها ، فسألته أن يسهم لي ، قال : فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال : لا تسهم له يا رسول الله ، قال : فقلت : هذا والله هو قاتل ابن قوقل ، فقال : وأظنه أبان بن سعيد بن العاص سميا عجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن يعيرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يدي . ولم يهنى على يديه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ، وأبو داود عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبانا على سرية من المدينة ، قبل نجد ، قال أبو هريرة :

                                                                                                                                                                                                                              فقدم أبان وأصحابه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعد ما افتتحها ، وإن حزم خيلهم لليف ، فقال : يا رسول الله أرضخ لنا فقال أبو هريرة : يا رسول الله لا تقسم لهم ، فقال أبان وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس خال - وفي لفظ - فإن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «يا أبان اجلس» فلم يقسم لهم
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية