الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر قدوم امرأة أبي ذر على ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، ومسلم وأبو داود عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - فذكر الحديث ، وفيه «فكانت المرأة في الوثاق ، وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم .

                                                                                                                                                                                                                              فانفلتت ذات ليلة من الوثاق ، فأتت الإبل ، فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه ، حتى انتهت إلى العضباء فلم ترغ ، قال : وهي ناقة مدربة ، فقعدت في عجزها ، ثم زجرتها فانطلقت ، وقد رأوها فطلبوها فأعجزتهم ، قال : ونذرت إن نجاها الله - عز وجل - لتنحرنها ، فلما قدمت المدينة رآها الناس ، فقالوا : العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

                                                                                                                                                                                                                              فقالت : إنها نذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها ، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له فقال : «سبحان الله ، بئس ما جزتها نذرت إن نجاها الله لتنحرنها ، لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك ابن آدم»
                                                                                                                                                                                                                              . زاد ابن إسحاق من مرسل الحسن «إنما هي ناقة من إبلي ، ارجعي إلى أهلك على بركة الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وقدم ابن أخي عيينة بلقحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السمراء فبشرته بها سلمى ، فخرج - صلى الله عليه وسلم مستبشرا ، وإذا رأسها بيد ابن أخي عيينة ، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفها ، ثم قال :

                                                                                                                                                                                                                              أيم بربك فقال : يا رسول الله أهديت لك هذه اللقحة ، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبضها منه ، ثم أقام عنده يوما أو يومين ، ثم أمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث أواق من فضة ، فجعل يتسخط ، قالت سلمى : فقلت : يا رسول الله أتثيبه على ناقة من إبلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم» : نعم وهو يتسخط علي» .

                                                                                                                                                                                                                              ثم صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «إن الرجل ليهدي إلي الناقة من إبلي أعرفها كما أعرف بعض أهلي ، ثم أثيبه عليها فيظل يتسخط [ ص: 104 ] علي ، لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية