الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر مبايعته - صلى الله عليه وسلم - الناس على الإسلام

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والبيهقي عن الأسود بن خلف - رضي الله تعالى عنه - أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس يوم الفتح . قال : جلس عند قرن مسفلة ، فبايع الناس على الإسلام فجاءه الكبار والصغار ، والرجال والنساء ، فبايعهم على الإيمان بالله - تعالى - وشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير - رحمه الله تعالى - : اجتمع الناس بمكة لبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ، فجلس لهم - فيما بلغني - على الصفا ، وعمر بن الخطاب أسفل من مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ على الناس السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا ، فلما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة ، امرأة أبي سفيان متنقبة متنكرة خوفا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخبرها بما كان من صنيعها بحمزة ، فهي تخاف أن يأخذها بحدثها ذلك ، فلما دنين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «بايعنني على ألا تشركن بالله [ ص: 248 ] شيئا” فرفعت هند رأسها وقالت : والله إنك لتأخذ علينا ما لا تأخذه على الرجال فقال : «ولا تسرقن” فقالت : والله إني كنت أصبت من مال أبي سفيان الهنة بعد الهنة ، وما كنت أدري أكان ذلك حلالا أم لا ؟ فقال أبو سفيان : - وكان شاهدا لما تقول - أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل - عفا الله عنك - ثم قال : «ولا تزنين” فقالت : يا رسول الله : أو تزني الحرة ؟ ! ثم قال : «ولا تقتلن أولادكن” قالت : قد ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا ، فأنت وهم أعلم ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر ، ثم قال : «ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن” فقالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل ، ثم قال : «ولا تعصين” فقالت : في معروف فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لعمر : «بايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم” فبايعهن عمر ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم . لا يصافح النساء ولا يمس جلد امرأة لم يحلها الله - تعالى - له أو ذات محرم وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط وفي رواية ما كان يبايعهن إلا كلاما ويقول إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية