الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر الآية في حفظه - صلى الله عليه وسلم - ممن أراد الفتك به

                                                                                                                                                                                                                              روى محمد بن عمر عن شيوخه قالوا : قال أبو بردة - بضم الموحدة ، وسكون الراء وبالدال المهملة - بن نيار - رضي الله عنه - لما كنا بأوطاس نزلنا تحت شجرة ونظرنا إلى شجرة عظيمة فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتها وعلق سيفه وقوسه ، وكنت أقرب أصحابي إليه ، فما [ ص: 316 ]

                                                                                                                                                                                                                              راعني إلا صوته : يا أبا بردة ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، فأقبلت سريعا فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وعنده رجل جالس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن هذا الرجل جاءني وأنا نائم ، فسل سيفي ، وقام به على رأسي ، فانتبهت وهو يقول : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقلت : الله تعالى ، قال أبو بردة : فسللت سيفي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : شم سيفك فقلت : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق عدو الله ، فإنه من عيون المشركين . فقال لي : «اسكت يا أبا بردة” . قال : فما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ولا عاقبه . قال : فجعلت أصيح به في العسكر لأشهره للناس فيقتله قاتل بغير أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأما أنا فقد كفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتله ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : «يا أبا بردة كف عن الرجل : فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا أبا بردة إن الله مانعي وحافظي حتى يظهر دينه على الدين كله”
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية