ذكر قوله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين من قتل كافرا فله سلبه
روى والإمام ابن شيبة ، أحمد ، عن وابن حبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنس «من قتل قتيلا فله سلبه”
قال : فقتل يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم . أبو طلحة
يا رسول الله إني ضربت رجلا على حبل عاتقه ، وعليه درع فأجهضت عنه فانظر في أخذها ، فقام رجل قال أبو قتادة : محمد بن عمر : اسمه أسود بن خزاعي الأسلمي ، حليف بني سلمة - كذا قال وفي الصحيح كما سيأتي : أنه قرشي ، فقال : يا رسول الله : أنا أخذتها فأرضه منها وأعطنيها ، قال : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أو سكت ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال والله لا يغنها الله تعالى علي أسد من أسد الله - تعالى - ويعطيكها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «صدق عمر” عمر : . وقال
وروى الشيخان ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة أبي قتادة الحارث بن ربعي - رضي الله تعالى عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة . فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين . وفي رواية نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين يختله فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع ، وأقبل علي فضمني ضمة ، وجدت منها ريح الموت ، ثم أدركه الموت ، فأرسلني ، فلحقت -
وفي رواية - فلقيت - رضي الله عنه - في الناس الذين لم يهزموا ، فقلت : ما بال الناس ؟ قال : أمر الله تعالى ، فرجعوا وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقال : «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه” فقمت فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله . فقمت فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله ، فقال : «ما لك يا أبا قتادة ؟ ” فأخبرته . عمر بن الخطاب [ ص: 337 ] عن
وذكر محمد بن عمر : عبد الله بن أنيس شهد له فقال رجل : صدق سلبه عندي فأرضه مني - أو قال منيه - فقال أبو بكر : لا ها الله إذا ، لا تعمد إلى أسد من أسد الله تعالى يقاتل عن الله - تعالى - ورسوله فيعطيك سلبه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «صدق فأعطه إياه” فأعطانيه ، أن
وعند محمد بن عمر فقال لي يا حاطب بن أبي بلتعة : أبا قتادة ، أتبيع السلاح ؟ فبعته بسبع أواق ، فابتعت به مخرفا ، وفي رواية : خرافا في بني سلمة ، فإنه لأول مال تأثلته ، وفي رواية :
اعتقبته - في الإسلام ، زاد محمد بن عمر يقال له الرديني قال في البداية في الرواية السابقة عن أن أنس : قال ذلك ، وهو مستغرب ، والمشهور أن قائل ذلك عمر كما في حديث أبو بكر أبي قتادة ، وقال الحافظ : الراجح أن الذي قال ذلك أبو بكر كما رواه وهو صاحب القصة ، فهو أتقن لما وقع فيها من غيره ، قالا : فلعل أبو قتادة ، قال ذلك متابعة عمر ومساعدة له ، وموافقة ، فاشتبه على الراوي . لأبي بكر
قال العلماء : لو لم يكن من فضيلة - رضي الله عنه - إلا هذا لكفى فإنه بثاقب علمه ، وشدة صرامته ، وقوة إنصافه ، وصحة توفيقه ، وصدق تحقيقه بادر إلى القول بالحق ، فزجر ، وأفتى ، وحكم ، وأمضى ، وأخبر في الشريعة عن المصطفى بحضرته وبين يديه ، وبما صدقه فيه وأجراه على قوله . أبي بكر الصديق
وروى عن البخاري - رضي الله عنه - قال : سلمة بن الأكوع سلمة :
وخرجت أشتد فكنت عند ورك الناقة ، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل ، فأنخته ، فلما وضع ركبته على الأرض ، اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر ، ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه ، فاستقبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، فقال : «من قتل الرجل” ؟ قالوا : ابن الأكوع ، قال : «له سلبه أجمع” . [ ص: 338 ] غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هوازن فبينما نحن نتضحى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل على جمل أحمر ، فأناخه ، ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل ، ثم تقدم فتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة من الظهر ، وبعضنا مشاة ، إذ خرج يشتد فأتى الجمل فأطلق قيده ، ثم أناخه ثم قعد عليه فاشتد به الجمل واتبعه رجل من أسلم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقة ورقاء ، وفي رواية : أتى عين من المشركين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر ، فجلس عند أصحابه يتحدث . انتهى . ثم انفتل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اطلبوه واقتلوه” قال