الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر اقتدائه - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن بن عوف في صلاة الصبح

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد بسند صحيح عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : كنا فيما بين الحجر وتبوك ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته وكان إذا ذهب أبعد ، وتبعته بماء بعد الفجر وفي رواية قبل الفجر فأسفر الناس بصلاتهم ، وهي صلاة الفجر حتى خافوا الشمس ، فقدموا عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - فصلى بهم فحملت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إداوة فيها ماء ، وعليه جبة رومية من صوف ، فلما فرغ صببت عليه فغسل وجهه ، ثم أراد أن يغسل ذراعيه فضاق كم الجبة فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما ، فأهويت لأنزع خفيه ، فقال : "دعهما فإنني أدخلتهما طاهرتين" فمسح عليهما ، فانتهينا إلى عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع ركعة ، فسبح الناس لعبد الرحمن بن عوف حين رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كادوا يفتنون ، فجعل عبد الرحمن يريد أن ينكص وراءه ، فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن اثبت ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف عبد الرحمن بن عوف ركعة ، فلما سلم عبد الرحمن تواثب الناس ، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي الركعة الباقية ثم سلم بعد فراغه منها ، ثم قال : "أحسنتم ، أو - قد أصبتم - فغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها - إنه لم يتوف نبي حتى يؤمه رجل صالح من أمته ورواه مسلم بنحوه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية