الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر بيان الحكمة في إعطائه - صلى الله عليه وسلم - أقواما من غنائم حنين ومنعه آخرين

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، أن قائلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه ، قال محمد بن عمر : هو سعد بن أبي وقاص : يا رسول الله ، أعطيت عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس مائة ، وتركت جعيل بن سراقة الضمري ؟ ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، ولكني تألفتهما ليسلما ، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه " .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا وأنا جالس فترك منهم رجلا هو أعجبهم إلي ، فقمت فقلت : ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أو مسلما" ذكر ذلك ثلاثا ، وأجابه بمثل ذلك ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله - تعالى - في النار على وجهه" . [ ص: 402 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن عمرو بن تغلب قال : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه فقال : "إني أعطي أقواما أخاف هلعهم وجزعهم ، وأكل أقواما إلى ما جعل الله - تعالى - في قلوبهم من الخبر والغنى ، منهم عمرو بن تغلب" .

                                                                                                                                                                                                                              قال عمرو : فما أحببت أن لي بكلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية