ذكر مبايعته - صلى الله عليه وسلم - وفضل من بايع بيعة الرضوان
قالوا : قد قتل دعا الناس إلى البيعة ، وقال : «لا نبرح حتى نناجز القوم» وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منازل عثمان بني مازن بن النجار ، وقد نزلت في ناحية من الحديبية ، فجلس في رحالهم تحت شجرة خضراء ثم قال : «إن الله - تعالى - أمرني بالبيعة»
فأقبل الناس يبايعونه حتى تداكوا فما بقي لبني مازن متاع إلا وطئ ، ثم لبسوا السلاح وهو معهم قليل ، وقامت أم عمارة إلى عمود كانت تستظل به فأخذته بيدها وشدت سكينا في وسطها وروى لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ابن جرير عن وابن أبي حاتم سلمة بن الأكوع عن والبيهقي عروة ، عن وابن إسحاق ، الزهري ومحمد بن عمر عن شيوخه ، سلمة : بينا نحن قائلون إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «أيها الناس البيعة البيعة ، نزل روح القدس فاخرجوا على اسم الله» قال [ ص: 49 ]
سلمة : «فسرنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه . قال
وفي صحيح عنه قال : مسلم سلمة» قال : قلت : قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال : «وأيضا» قال : ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزلا فأعطاني حجفة - أو درقة - ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال : «ألا تبايعني يا سلمة ؟ » قال : قلت : يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس ، وفي وسط الناس ، قال : «وأيضا» فبايعته الثالثة ، ثم قال لي : «يا سلمة أين حجفتك - أو درقتك - التي أعطيتك ؟ » قال : قلت : يا رسول الله ، لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها ، قال : فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : إنك كالذي قال الأول : اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي ، فبايعته أول الناس ، ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال : «بايع يا
وفي صحيح عنه قال : البخاري
. وفي صحيح بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة ، قيل : على أي شيء كنتم تبايعون قال : على الموت عن البخاري نافع قال : أسلم قبل أبيه ، وليس كذلك ، ولكن عمر يوم عمر الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع عند الشجرة لا يدري بذلك ، فبايعه وعمر عبد الله ، ثم ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر يستلئم للقتال فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع تحت الشجرة ، قال : فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي التي يتحدث الناس أن وعمر أسلم قبل ابن عمر عمر . إن ابن
وفيه أيضا عن نافع عن ابن عمر أن الناس كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر فإذا الناس محدقون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا عمر : عبد الله انظر ما شأن الناس أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب فوجدهم يبايعونه فبايع ، ثم رجع إلى فخرج فبايع عمر .
وروى الطبراني قال : قلت عطاء بن أبي رباح : أشهدت لابن عمر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قلت : فما كان عليه ؟ قال : قميص من قطن ، وجبة محشوة ، ورداء وسيف ، ورأيت بيعة الرضوان النعمان بن مقرن - بميم مضمومة فقاف مفتوحة فراء مشددة مكسورة - المازني قائما على رأسه ، قد رفع أغصان الشجرة عن رأسه يبايعونه . عن
وفي صحيح مسلم قال : بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جابر آخذ بيده تحت شجرة - وهي سمرة - فبايعناه غير وعمر الجد بن قيس الأنصاري اختفى تحت بطن بعيره . وعند عن [ ص: 50 ] عن ابن إسحاق فكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته قد خبأ إليها يستتر بها من الناس بايعناه على ألا نفر ، ولم نبايعه على الموت . جابر بن عبد الله :
وفيه - أيضا - عنه : لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس وأنا رافع غصن من أغصانها عن رأسه ولم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على ألا نفر .
وروى عن الطبراني ابن عمر عن والبيهقي ، الشعبي وابن منده قالوا : لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة كان أول من انتهى إليه زر بن حبيش أبو سنان الأسدي ، فقال :
ابسط يدك أبايعك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «علام تبايعني» قال : على ما في نفسك . زاد : فقال النبي : وما في نفسي ؟ قال : أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل . ابن عمر
فبايعه ، وبايعه الناس على بيعة أبي سنان . عن
وروى عن أنس البيهقي وابن إسحاق - رضي الله عنهما - قال : لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عمر كان بعث ببيعة الرضوان - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل عثمان مكة ، فبايع الناس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «اللهم إن في حاجتك وحاجة رسولك ، فضرب بإحدى يديه على الأخرى ، فكانت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم لعثمان . عن
وروى البخاري عن وابن مردويه طارق بن عبد الرحمن قال : انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان .
فأتيت فأخبرته ، فقال سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة ، فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إن أصحاب محمد لم يعلموها وعلمتموها أنتم ، فأنتم أعلم . سعيد بن المسيب
وروى ابن سعد بسند جيد عن نافع قال : خرج قوم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بأعوام فما عرف أحد منهم الشجرة ، واختلفوا فيها . قال ابن : كانت رحمة من الله . عمر
وروى في المصنف ابن أبي شيبة وابن سعد عن نافع قال : بلغ أن ناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها فيصلون عندها فتوعدهم ، ثم أمر فقطعت . عمر بن الخطاب
وروى البخاري عن وابن مردويه قال : قلت قتادة لسعيد بن المسيب : كم كان الذين [ ص: 51 ] شهدوا بيعة الرضوان ؟ قال : خمس عشرة مائة ، قلت فإن قال : أربع عشرة مائة ، قال : يرحمه الله توهم ، هو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة . جابر بن عبد الله
وروى الشيخان ، عن وابن جرير قال : كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة ، وكانت عبد الله بن أبي أوفى أسلم ثمن المهاجرين .
أفاد أن الواقدي أسلم كانت في الحديبية مائة رجل .
وروى والشيخان سعيد بن منصور قال : كنا يوم جابر بن عبد الله الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أنتم خير أهل الأرض» . عن
وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن جابر بن عبد الله ، والترمذي ومسلم أم مبشر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» عن
وروى الإمام بسند - رجاله ثقات - أحمد - رضي الله عنه - قال : لما كان يوم أبي سعيد الخدري الحديبية قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لا توقدوا نارا بالليل» فلما كان بعد ذلك قال : «أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم» . عن
فلما نظر سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ، ومكرز بن حفص ، ومن كان معهم من عيون قريش من سرعة الناس إلى البيعة وتشميرهم إلى الحرب اشتد رعبهم وخوفهم ، وأسرعوا إلى القضية .
ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الذي ذكر من أمر باطل» . عثمان