الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : قال المزني : قد قطع في هذا الكتاب بأن الجنايات متفرقة أو معا سواء ، وهو عندي أولى بالحق ، وهذا اختيار منه لأصح القولين في تداخل الجنايات والتزام [ ص: 277 ] أقل الأمرين في جميعها من قيمة واحدة أو أروشها ، لكنه استدل بما لا دليل فيه ، لأنه إنما جعلها متفرقة ومجتمعة سواء إذا بيع فيها وقسم ثمنه في جميعها من قيمة واحدة أو أرشها .

                                                                                                                                            فأما وهو غير مبيع فيها فلا .

                                                                                                                                            والفرق بينهما : أنه إذا بيع فيها لم يبق للجنايات محل غير ثمنه لأجل التمكين منه ، ومع المنع بالعتق تتسع الذمة لأكثر من القيمة ، وكل واحد من أرباب الجنايات ممنوع من حق نفسه ، فانفرد بحكمه ، فلذلك ما افترقا ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية