الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3944 ص: قال أبو جعفر - رحمه الله - : فذهب قوم إلى أن الوقوف بالمزدلفة فرض لا يجوز الحج إلا بإصابته ، واحتجوا في ذلك بقول الله - عز وجل - : فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام وبهذا الحديث الذي رويناه ، وقالوا : [ ص: 505 ] ذكر الله - عز وجل - في كتابه المشعر الحرام ، كما ذكر عرفات ، وذكر ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنته ، فحكمهما واحد ، لا يجزئ الحج إلا بإصابتهما .

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء : علقمة والشعبي والنخعي والحسن البصري والأوزاعي وحماد بن أبي سليمان ؛ فإنهم قالوا : الوقوف بالمزدلفة فرض كالوقوف بعرفة ، وإليه ذهب ابن بنت الشافعي وابن خزيمة الشافعي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وهو مذهب الظاهرية أيضا .

                                                قوله : "واحتجوا في ذلك" . أي احتج هؤلاء القوم فيما ذهبوا إليه من فرضية الوقوف بمزدلفة بالكتاب والسنة ، أما الكتاب فقوله تعالى : فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام وقالوا : ذكر الله - عز وجل - المشعر الحرام كما ذكر عرفات ، فيصير الوقوف به فرضا كالوقوف بعرفة .

                                                وأما السنة فهي حديث عروة بن مضرس المذكور .




                                                الخدمات العلمية