الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب القاف والطاء وما يثلثهما

                                                          [ ص: 101 ] ( قطع ) القاف والطاء والعين أصل صحيح واحد ، يدل على صرم وإبانة شيء من شيء . يقال : قطعت الشيء أقطعه قطعا . والقطيعة : الهجران . يقال : تقاطع الرجلان ، إذا تصارما . وبعثت فلانة إلى فلانة بأقطوعة ، وهي شيء تبعثه إليها علامة للصريمة . والقطع ، بكسر القاف ، الطائفة من الليل ، كأنه قطعة . ويقال : قطعت قطعا . وقطعت الطير قطوعا ، إذا خرجت من بلاد [ البرد إلى بلاد ] الحر ، أو من تلك إلى هذه . والقطيع : السوط . قال الأعشى :


                                                          تراقب كفي والقطيع المحرما

                                                          وأقطعت الرجل إقطاعا ، كأنه طائفة قد قطعت من بلد . ويقولون لليائس من الشيء : قد قطع به ، كأنه أمل أمله فانقطع . وقطعت النهر قطوعا ، إذا عبرته . وأقطعت فلانا قضبانا من الكرم ، إذا أذنت له في قطعها . والقضيب : القطيع من الشجرة تبرى منه السهام ، والجمع أقطع . قال الهذلي :


                                                          ونميمة من قانص متلبب     في كفه جشء أجش وأقطع

                                                          وهذا الثوب يقطعك قميصا . ويقال : إن مقطعة النياط : الأرنب ، فيقال [ ص: 102 ] إنما سميت بذلك لأنها تقطع نياط ما يتبعها من الجوارح في طلبها . ويقال : النياط : بعد المفازة . ومن الباب : قطع الفرس الخيل تقطيعا : خلفها ومضى ، وهو تفسير الذي ذكرناه في مقطعة النياط ، إذا أريد نياط الجارح .

                                                          ويزاد في بنائه فيقال : جاءت الخيل مقطوطعات ، أي سراعا . ويقولون : جارية قطيع القيام . كأنها من سمنها تنقطع عنه . وفلان منقطع القرين في سخاء أو غيره . وفي بعض التفسير في قوله تعالى : فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع . إنه الاختناق ، والقياس فيه صحيح . ومنقطع الرمل ومقطعه : حيث ينقطع . والقطيع : القطعة من الغنم . والمقطعات : الثياب القصار . وفي الحديث : " أن رجلا أتاه وعليه مقطعات له " ، وكذلك مقطعات أبيات الشعر . والقطع : البهر . ومقاطع الأودية : مآخيرها . وأصاب بئر فلان قطع ، إذا نقص ماؤها . والقطع بكسر القاف : الطنفسة تلقى على الرحل; وكأنها سميت بذلك لأن ناسجها يقطعها من غيرها عند الفراغ ، كما يسمى الثوب جديدا كأن ناسجه جده الآن . والجمع قطوع . قال :


                                                          أتتك العيس تنفخ في براها     تكشف عن مناكبها القطوع

                                                          والقطع : النصل من السهام العريض ، كأنه لما بري قطع . ومما شذ عن هذا الباب القطيعاء : [ ضرب من التمر . قال ] :

                                                          [ ص: 103 ]

                                                          [ باتوا يعشون القطيعاء ] ضيفهم     وعندهم البرني في جلل ثجل

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية