الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر إرادته - صلى الله عليه وسلم - إجلاء يهود خيبر عنها كما وقع شرطهم ، ثم إقراره إياهم يعملون فيها ما أقرهم الله وإخراج عمر بن الخطاب لهم لما نكثوا العهد

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري والبيهقي عن ابن عمر والبيهقي عن عروة وعن موسى بن عقبة : أن خيبر لما فتحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألت يهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقرهم فيها على نصف ما [ ص: 133 ]

                                                                                                                                                                                                                              خرج منها من التمر ، وقالوا : دعنا يا محمد نكون في هذه الأرض . نصلحها ، ونقوم عليها ، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها ، وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها ، فأعطاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم
                                                                                                                                                                                                                              - ، وفي لفظ ،

                                                                                                                                                                                                                              قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «نقركم فيها على ذلك ما شئنا ، وفي لفظ «ما أقركم الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها عليهم ، ثم يضمنهم الشطر ، فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة خرص ابن رواحة ، وأرادوا أن يرشوا ابن رواحة ، فقال : يا أعداء الله ، تطعموني السحت ؟ والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلى ، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض ، فأقاموا بأرضهم على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              فلما كان زمان عمر ، غشوا المسلمين ، وألقوا عبد الله بن عمر من فوق بيت ففدعوا يديه ، ويقال بل سحروه بالليل وهو نائم على فراشه ، فكوع حتى أصبح كأنه في وثاق ، وجاء أصحابه ، فأصلحوا من يديه ، فقام عمر خطيبا في الناس ، فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامل يهود خيبر على أموالها ، وقال : نقركم ما أقركم الله ، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ، ففدعت يداه ، وليس لنا هناك عدو غيرهم ، وهم تهمتنا ، وقد رأيت إجلاءهم . فمن كان له سهم بخيبر فليحضر حتى نقسمها ، فلما أجمع على ذلك ، قال رئيسهم ، وهو أحد بني الحقيق : لا تخرجنا ودعنا نكون فيها كما أقرنا أبو القاسم وأبو بكر ، فقال عمر لرئيسهم : أتراني سقط عني

                                                                                                                                                                                                                              قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كيف بك ، إذا ارفضت بك راحلتك تؤم الشام يوما ، ثم يوما ؟ »

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : أظننت أني نسيت

                                                                                                                                                                                                                              قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كيف بك إذا خرجت من خيبر يعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة»

                                                                                                                                                                                                                              فقال : تلك هزيلة من أبي القاسم ، قال : كذبت ، وأجلاهم عمر ، وأعطاهم قيمة مالهم من التمر : مالا ، وإبلا ، وعروضا من أقتاب وحبال ،
                                                                                                                                                                                                                              وغير ذلك ، وسيأتي في أبواب الوفاة النبوية

                                                                                                                                                                                                                              قوله - صلى الله عليه وسلم - : «أخرجوا اليهود من جزيرة العرب» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية