الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر إحرامه - صلى الله عليه وسلم -

                                                                                                                                                                                                                              ثم صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين ، وركب من باب المسجد بذي الحليفة ، فلما انبعثت به راحلته مستقبلة القبلة أحرم بالعمرة ، ليأمن الناس حربه ، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا البيت ، ومعظما له .

                                                                                                                                                                                                                              ولفظ التلبية «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك» .

                                                                                                                                                                                                                              وأحرم غالب أصحابه ، وأم المؤمنين أم سلمة بإحرامه ، ومنهم من لم يحرم إلا «بالجحفة» وسلك طريق البيداء ومر فيما بين مكة والمدينة بالأعراب من بني بكر ، ومزينة ، وجهينة فاستنفرهم ، فتشاغلوا بأموالهم ، وقالوا فيما بينهم : يريد محمد يغزو بنا إلى قوم معدين في الكراع والسلاح ، وإنما محمد ، وأصحابه أكلة جزور ، لن يرجع محمد وأصحابه من سفرهم هذا أبدا ، قوم لا سلاح معهم ولا عدد .

                                                                                                                                                                                                                              ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناجية بن جندب بالهدي مع فتيان من أسلم ، ومعهم هدي المسلمين ، ولقي طائفة من بني نهد فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ، وأهدوا له لبنا من نعمهم ، فقال : «لا أقبل هدية مشرك»

                                                                                                                                                                                                                              فابتاعه المسلمون منهم ، وابتاعوا منهم ثلاثة أضب فأكل قوم أحلة

                                                                                                                                                                                                                              وسأل المحرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال : «كلوا فكل صيد البر لكم حلال في الإحرام تأكلونه إلا ما صدتم أو صيد لكم» .

                                                                                                                                                                                                                              وعطب من ناجية بن جندب بعير من الهدي ، فجاء بالأبواء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره ، فقال : «انحره واصبغ قلائده في دمه ، ولا تأكل أنت ولا أحد من أهل رفقتك منه ، وخل بين الناس وبينه» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية