ذكر حديث أبي قتادة  والصعب بن جثامة وبعض من أهدى له 
روى الإمام  مالك  والستة عن أبي قتادة  رضي الله عنه - قال : كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أمامنا ، والقوم محرمون وأنا غير محرم عام الحديبية  ، فأبصروا حمارا  [ ص: 35 ] وحشيا - وأنا مشغول أخصف نعلي - فلم يؤذنوني ، وأحبوا لو أني أبصرته ، وفي رواية فرأيت أصحابي يتراءون شيئا ، وفي رواية : يضحك بعضهم إلى بعض ، فنظرت فإذا حمار وحشي فقمت إلى فرسي فأسرجته ، ثم ركبت ونسيت السوط والرمح ، فقلت لهم : ناولوني السوط والرمح ، قالوا : والله لا نعينك عليه ، فغضبت فنزلت فأخذتهما ، ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته ، ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ، ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم ، فرحنا وخبأت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - العضد معي ، فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن ذلك 
فقال لهم : هل منكم أحد أمره أن يحمل عليه أو أشار إليه ؟ قالوا : لا ، فقال : «كلوا ما بقي من لحمه إنما هي طعمة أطعمكموها الله ، هو حلال ، هل معكم منه شيء ؟ فقلت نعم ، فناولته العضد فأكلها وهو محرم  . 
وروى الإمام  مالك  والشيخان  والترمذي   والنسائي  عن الصعب بن جثامة   - رضي الله عنه - أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارا وحشيا وهو بالأبواء  أو بودان  فرده عليه ، فلما رأى ما في وجهه قال : إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم   . 
وأهدى له إيماء بن رحضة الغفاري  مع ابنه خفاف بن إيماء   - رضي الله عنه - مائة شاة وبعيرين يحملان لبنا ، فقال : «بارك الله فيكم» 
وفرق ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهدى له بعض الأعراب من ودان  معيشا وعترا وضغابيس فجعل يأكل الضغابيس والعتر وأعجبه ، وأدخل على  أم سلمة  منه ، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه هذه الهدية ، ويري أصحابه أنها طريفة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					