الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( والعارية مضمونة بقيمتها يوم التلف ، وإن شرط نفي ضمانها ) . هذا المذهب نص عليه بلا ريب . وعليه جماهير الأصحاب . وجزم به في الوجيز ، وغيره . وقدمه في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمغني ، والشرح ، والفروع ، والفائق ، وغيرهم . قال الحارثي : نص الإمام أحمد رحمه الله على ضمان العارية ، وإن لم يتعد فيها كثير متكرر جدا من جماعات ، وقف على رواية اثنين وعشرين رجلا ، وذكرها . قال في الفروع : وقاس جماعة هذه المسألة على المقبوض على وجه السوم . فدل على رواية مخرجة . وهو متجه . انتهى . وذكر الحارثي خلافا لا يضمن وذكره الشيخ تقي الدين رحمه الله عن بعض الأصحاب . واختاره ابن القيم رحمه الله في الهدي . [ ص: 113 ]

قوله ( وعن الإمام أحمد رحمه الله : أنه ذكر له ذلك . فقال " المسلمون على شروطهم " فيدل على نفي الضمان بشرطه ) . فهذه رواية بالضمان إن لم يشرط نفيه . وجزم بها في التبصرة . وعنه : يضمن إن شرطه ، وإلا فلا . اختاره أبو حفص العكبري ، والشيخ تقي الدين رحمه الله ، وصاحب الفائق .

وقوله ( وكل ما كان أمانة لا يصير مضمونا بشرطه ) . هذا المذهب وعليه الأصحاب . قال في المغني ، والشرح ، والفائق ، وغيرهم : هذا ظاهر المذهب . وجزم به في الوجيز ، وغيره . وقدمه في الفروع ، وغيره . وعنه : المسلمون على شروطهم ، كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية