الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3753 3754 3755 [ ص: 273 ] ص: وقد روي عن المتقدمين في قول الله - عز وجل - لكم فيها منافع إلى أجل مسمى حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو عامر ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد .

                                                وحدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو حذيفة ، عن سفيان وحبان ، عن حماد ، كلاهما عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال : في ظهورها وألبانها وأصوافها وأوبارها حتى تصير بدنا" . .

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : نا حجاج ، قال : نا حماد ، قال : أنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : : لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال : هي الإبل ينتفع بها حتى تقلد" .

                                                حدثنا أبو بكر قال ثنا أبو داود ، قال ثنا ورقاء ، عن منصور ، عن إبراهيم : لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال : إن احتاج ظهرها ركب ، وإن احتاج لبنها شرب ، يعني البدن" .

                                                التالي السابق


                                                ش: أخرج التفسير المذكور عن مجاهد وإبراهيم النخعي ، أما مجاهد فمن ثلاث طرق صحاح :

                                                الأول : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، عن شعبة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مجاهد .

                                                الثاني : عن ابن مرزوق أيضا ، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي شيخ البخاري ، عن سفيان الثوري وحبان - بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة - عن ابن هلال ، كلاهما عن حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن أبي نجيح يسار المكي ، عن مجاهد .

                                                الثالث : عن ابن خزيمة ، عن حجاج بن منهال ، عن حماد . . . إلى آخره .

                                                [ ص: 274 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا أبو خالد ، عن الحجاج ، عن القاسم ، عن مجاهد : " لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال : في ألبانها وظهورها وفي أوبارها حتى تسمى بدنا ، فإذا سميت بدنا فمحلها إلى البيت العتيق" .

                                                قوله : لكم فيها منافع أي لكم في الهدايا منافع كثيرة في دنياكم ودينكم ، وإنما يعتد الله بالمنافع الدينية قال تعالى : تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة وأعظم هذه المنافع وأبعدها شرطا في النفع محلها إلى البيت أي وجوب نحرها أو وقت وجوب نحرها منتهية إلى البيت ، كقوله : هديا بالغ الكعبة والمراد نحرها في الحرم الذي هو في حكم البيت ، لأن الحرم هو حريم البيت .

                                                قوله : "إلى أجل مسمى" أي إلى أن تنحر ويتصدق بلحومها ويؤكل منها .

                                                وأما عن إبراهيم فأخرجه أيضا بإسناد صحيح عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن ورقاء بن عمر اليشكري أبي بشر الكوفي ، روى له الجماعة ، عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم .

                                                وأخرجه الطيالسي في "مسنده" .

                                                . . .




                                                الخدمات العلمية