3612 3613 ص: فإن قال قائل : فقد قالت - رضي الله عنها - في حديثها : عائشة قيل له : قد يجوز أن يكون ذلك وقد غسله كما ذكرنا ، وهكذا الطيب ربما غسله الرجل عن وجهه أو عن بدنه فيذهب ، ويبقى وبيصه ، . فلما احتمل ما روي عن "كنت أرى وبيص الطيب في مفارقه بعد ما أحرم" - رضي الله عنها - من ذلك ما ذكرنا ؛ نظرنا هل فيما روي عنها شيء يدل على ذلك ؟ فإذا عائشة فهد قد حدثنا قال : ثنا ، قال : ثنا أبو غسان ، عن أبو عوانة ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر أبيه قال : ابن عمر عن ، فقال : ما أحب أن أصبح محرما ينضخ مني ريح الطيب ، فأرسل الطيب عند الإحرام ابن عمر بعض بنيه إلى - رضي الله عنها - ليسمع أباه ما قالت ، قال : فقالت عائشة أنا طيبت رسول الله - عليه السلام - ثم طاف في نسائه فأصبح محرما ، فسكت عائشة : ابن عمر " . "سألت
قال : - رحمه الله - : فدل هذا الحديث على أنه قد كان بين إحرامه وبين تطييبها إياه غسل ؛ لأنه لا يطوف عليهن إلا اغتسل ، فكأنها إنما أرادت بهذه الأحاديث الاحتجاج على من كره أن يوجد من المحرم بعد إحرامه ريح الطيب ، كما كره ذلك أبو جعفر ابن عمر - رضي الله عنهما - فأما بقاء نفس الطيب على بدن المحرم بعد ما أحرم وإن كان تطيب قبل الإحرام فلا ، فتفهم هذا الحديث فإن معناه معنى لطيف .
[ ص: 116 ]