الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 251 ] فصل

فأما الأجير الذي يكري نفسه لخدمة الجمال أو الركاب ، ونحو ذلك ، ويحج عن نفسه فهو جائز بل لو أنفق عليه غيره متبرعا ، وحج عن نفسه أجزأه قال في رواية عبد الله والكوسج فيمن يكري نفسه ، ويحج : لا بأس ، وقال حرب : سألت أحمد ، قلت : رجل استأجر رجلا ليخرج معه فيخدمه فحج عن نفسه ، قال : أرجو أن يجزئه ، قلت : إذا كان أجيرا ، قال : نعم ، وسألته قلت : الرجل يحج مع الرجل فيكفيه نفقته ، وما يحتاج إليه أترجو أن يجزئ عنه ؟ قال : نعم يجزئ عنه ، وهو بمنزلة من يكري دوابه في هذا الوجه أو يتجر فيه

فإنه حج واعتاض عن منفعة أخرى غير الحج ، بل إن كان إنما يكري نفسه ليحج بذلك العوض فهو +المحسنين ، عن أبي أمامة التميمي قال : " كنت رجلا أكرى في هذا الوجه ، وكان ناس يقولون : ليس لك حج ، فلقيت ابن عمر فقلت : يا أبا عبد الرحمن إني رجل أكرى في هذا الوجه ، وإن ناسا يقولون إنه ليس لك حج ، فقال ابن عمر : أليس تحرم ، وتلبي ، وتطوف بالبيت ، وتفيض من عرفات ، وترمي الجمار ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فإن لك حجا ، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأ عليه هذه الآية ، وقال : لك حج . رواه أحمد ، وأبو داود .

[ ص: 252 ] وعن أبي السليل قال : قلت لابن عباس : إني رجل أكرى ، وإن ناسا يزعمون يقولون : إنما أنت خادم إنما أنت أجير ، قال : " بلى لك حج حسن جميل إذا اتقيت الله ، وأديت الأمانة ، وأحسنت الصحابة " رواه حرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية