12004 - قال في رواية الشافعي وبهذا نأخذ، فنقول: لا شفعة فيما قسم اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبي عبد الله:
12005 - قال وقد روي حديثان، أما أحدهما: فإن الشافعي: أخبرنا عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة، عمرو بن الشريد، عن أبي رافع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الجار أحق بشفعته".
12006 - قال وروي في، حديث بعض من خالفنا الشافعي: أنه كان لأبي رافع بيت في دار رجل، فعرض البيت عليه بأربعمائة، وقال: قد أعطيت به ثمان مائة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الجار أحق بسقبه".
12007 - قال وهذه الزيادة في حديث أحمد: سفيان بن عيينة، عن وابن جريج، إلا أن إبراهيم بن ميسرة، كان يرويه مرة مختصرا، ومرة بطوله، وقد أخرجته من حديث سفيان في كتاب السنن. سفيان
12008 - وأما من حديث فأخبرناه ابن جريج، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أبو بكر بن حمدان الصيرفي قال: حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدثنا قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: أخبرني ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة، عمرو بن الشريد، أخبره قال: فجاء سعد بن أبي وقاص، فوضع يده على إحدى منكبي، إذ جاء المسور بن مخرمة أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سعد، ابتع مني بيتين في دارك؟ فقال سعد: والله لا أبتاعهما فقال المسور: والله لتبتاعنهما، فقال سعد: لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة أو قال: مقطعة فقال والله لقد أعطيت بها خمسمائة دينار، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الجار أحق بسقبه" ما أعطيتكها بأربعة آلاف، وأنا أعطى بها خمس مائة دينار، وأعطاه إياهما أبو رافع: . [ ص: 313 ] رواه وقفت على في الصحيح، عن البخاري مكي بن إبراهيم.
12009 - أخبرنا قال: حدثنا أبو عبد الله قال: أخبرنا أبو العباس قال: قال الربيع الشافعي: فيما رويت عنه، متطوع بما صنع، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمله، وقولنا عن النبي صلى الله عليه وسلم منصوص لا يحتمل تأويلا. أبو رافع
12010 - قال: وقوله: لا يحتمل إلا معنيين لا ثالث لهما، أن يكون أراد أن الشفعة لكل جار أو أراد بعض جيران دون بعض. الجار أحق بسقبه،
12011 - وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا شفعة فيما قسم، فدل على أن الشفعة للجار الذي لم يقاسم دون الجار المقاسم.
12012 - قال: فيقع اسم الجوار على الشريك.
12013 - قلت: نعم، وعلى الملاصق، وغير الملاصق. أنت تزعم أن الجوار أربعون دارا من كل جانب.
12014 - قال: أفتوجدني ما يدل على أن اسم الجوار يقع على الشريك.
12015 - قلت: زوجتك التي هي في بيتك يقع عليها اسم جوار.
12016 - قال حمل بن مالك بن النابغة: كنت بين جارتين لي، يعني ضرتين.
12017 - وقال الأعشى: [ ص: 314 ]
أجارتنا بيني فإنك طالقة وموموقة ما كنت فينا ووامقة أجارتنا بيني فإنك طالقة
كذاك أمور الناس تغدو وطارقة وبيني فإن البين خير من العصا
وأن لا تزالي فوق رأسك بارقة حبستك حتى لامني كل صاحب
وخفت بأن تأتي لدي ببائقة
12018 - قال في القديم في غير هذه الرواية: فقال الشافعي وافق طلاق عروة بن الزبير: الأعشى ما نزل من القرآن في الطلاق.
12019 - قال في روايتنا: وروى غيرنا، عن الشافعي عن عبد الملك بن أبي [ ص: 315 ] سليمان، عن عطاء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جابر بن عبد الله، "الجار أحق بشفعته ينتظر بها وإن كان غائبا، إذا كانت الطريق واحدة".
12020 - تكلم على الخبر ثم قال: سمعنا بعض أهل العلم بالحديث يقول: نخاف أن لا يكون هذا الحديث محفوظا. الشافعي
12021 - قيل له: ومن أين؟.
12022 - قلت: إنما رواه عن جابر بن عبد الله.
12023 - وقد روى عن أبو سلمة بن عبد الرحمن، مفسرا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جابر، "الشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة".
12024 - قال: من الحفاظ. وأبو سلمة
12025 - وروى وهو من الحفاظ، عن أبو الزبير، ما يوافق قول جابر، ويخالف ما روى أبي سلمة، عبد الملك بن أبي سليمان.
12026 - قال وفيه من الفرق بين الشريك وبين المقاسم، فكان أولى الأحاديث أن يؤخذ به عندنا، والله أعلم؛ لأنه أثبتها إسنادا، وأبينها لفظا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأعرفها في الفرق بين المقاسم وغير المقاسم. الشافعي:
12027 - قال قد روينا عن أحمد: أنه رغب عن حديث شعبة، وسئل، عبد الملك بن أبي [ ص: 316 ] سليمان، عن حديثه في الشفعة فقال: هذا حديث منكر. أحمد بن حنبل
12028 - وقال سألت أبو عيسى الترمذي: عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدا رواه عن محمد بن إسماعيل البخاري، غير عطاء تفرد به. عبد الملك
12029 - ويروى عن خلاف هذا. جابر،
12030 - قال أبو عيسى: وإنما ترك حديث شعبة لحال هذا الحديث. عبد الملك
12031 - أخبرنا قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو علي الحافظ محمد بن محمد بن سليمان قال: حدثني محمد بن أبي صفوان الثقفي قال: سمعت أمية بن خالد، يقول: قلت لشعبة: ما لك لا تحدث عن قال: تركت حديثه قال: قلت: يحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ محمد بن عبيد الله [ ص: 317 ] العرزمي، وتدع حديث وقد كان حسن الحديث؟ قال: " من حسنها فررت. عبد الملك
12032 - أنبأني إجازة، عن أبو عبد الله، الدارمي قال: سمعت الإمام أبا بكر، يقول: سمعت أحمد بن سعيد، يقول: سمعت مسددا، وغيره، من أصحابنا، عن قال: قال يحيى بن سعيد لو أن شعبة: حدثنا بمثله آخر واثنين لترك حديثه، يعني الشفعة. عبد الملك بن أبي سليمان
12033 - ورواه عن أبو قدامة، من قوله: قال: لو روى يحيى بن سعيد القطان، حديثا آخر مثل حديث الشفعة لتركت حديثه. عبد الملك بن أبي سليمان،