الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
35 - باب بيع البراءة

11387 - قال الشافعي رحمه الله: إذا باع الرجل العبد أو شيئا من الحيوان بالبراءة من العيوب، فالذي نذهب إليه والله أعلم قضاء عثمان بن عفان: "أنه برئ من كل عيب لم يعلمه، ولم يبرأ من عيب علمه ولم يسمه".

11388 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني قال: أخبرنا محمد بن جعفر المزكي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر باع غلاما له بثمان مائة درهم، وباعه بالبراءة، فقال الذي ابتاعه لعبد الله بن عمر: بالغلام داء لم يسمه، فاختصما إلى عثمان بن عفان، فقال الرجل: باعني عبدا وبه داء لم يسمه لي، فقال عبد الله بن عمر: بعته بالبراءة، فقضى عثمان بن عفان على عبد الله باليمين أن يحلف له: لقد باعه الغلام وما به داء يعلمه، فأبى عبد الله أن يحلف له، وارتجع العبد، فباعه عبد الله بن عمر بعد ذلك بألف وخمس مائة درهم ".

11389 - قال أحمد: وروي عن زيد بن ثابت، وعبد الله بن عمر، أنهما كانا يريان البراءة من كل عيب جائزة. وإسناده ضعيف، إنما رواه شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر عنهما، وقد أنكره ابن المبارك، ويحيى بن معين على شريك . [ ص: 133 ]

11390 - وكان شريح لا يبرئ من الداء حتى يريه إياه، وكذا روي عن عطاء بن أبي رباح.

11391 - وقال إبراهيم: هو بريء مما سمى.

[ ص: 134 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية