الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4 - تخليل الخمر

11718 - قال الشافعي في رواية أبي سعيد: ولا يحل الخمر عندي، والله أعلم، أبدا إذا أفسدت بعمل آدمي، فإن صار العصير خمرا، ثم صار خلا من غير صنعة آدمي، فهو رهن بحاله.

[ ص: 225 ] 11719 - قال أحمد: قد روينا، عن أسلم، مولى عمر، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: "لا تشرب خل خمر أفسدت حتى يبدي الله فسادها، فعند ذلك يطيب الخل".

11720 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو النضر الفقيه قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن السدي، عن يحيى بن عباد، عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا؟ قال: "لا". رواه مسلم في الصحيح، عن يحيى بن يحيى.

11721 - وأخبرنا أبو علي الروذباري قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن السدي، عن أبي هبيرة وهو يحيى بن عباد، عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا قال: "أهرقها". قال: أفلا أجعلها خلا؟ قال: "لا".

11722 - وأما حديث الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن [ ص: 226 ] أم سلمة في قصة الشاة التي ماتت، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "دباغها يحل كما يحل الخل من الخمر". فهو مما تفرد به الفرج بن فضالة، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عنه، ويقول: حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري أحاديث منكرة مقلوبة، وضعفه أيضا سائر أهل العلم بالحديث.

11723 - وحديث مغيرة بن زياد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "خير خلكم خل خمركم". فهو مما تفرد به مغيرة، وليس بالقوي، وأهل الحجاز يسمون خل العنب خل خمر، ثم هو وما قبله محمولان على الخمر إذا تحللت بعينها إن صحت الرواية، والله أعلم، وعلى ذلك حمل الفرج بن فضالة روايته.

[ ص: 227 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية