الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
59 - السلم في المسك والعنبر

11640 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا الزنجي، عن موسى بن عقبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى للنجاشي أواق مسك، فقال لأم سلمة: "إني قد أهديت للنجاشي أواقي مسك، ولا أراه إلا قد مات قبل أن يصل إليه، فإن جاءتنا وهبت لك كذا، فجاءته فوهب لها ولغيرها منه".

11641 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العدل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحجاج قال: أخبرنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا مسلم بن خالد هو الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم قالت: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها: "إني قد أهديت للنجاشي أواقي مسك وحلة، وإني لا أراه إلا قد مات، ولا أرى الهدية التي قد أهديت إلا سترد إلي"، أظنه قال: "فإذا أردت فهي لك"، أو قال: "لكن"، فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مات النجاشي، وردت إليه الهدية، فلما ردت إليه أعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك، وأعطى سائره أم سلمة، وأعطاها الحلة ".

11642 - قال الشافعي في رواية أبي سعيد: وسئل ابن عمر عن المسك: أحنوط هو؟ فقال: "أو ليس من أطيب طيبكم؟". وتطيب سعد بالمسك والذريرة وفيه [ ص: 201 ] المسك. وابن عباس بالعالية قبل أن يحرم وفيها المسك. ولم أر الناس اختلفوا في إباحته.

11643 - قال أحمد: وروينا، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المسك أطيب الطيب".

11644 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: فقال لي: خبرت أن العنبر شيء ينبذه حوت من جوفه فكيف أحللت ثمنه؟. فقلت: أخبرني عدة ممن أثق بخبره، أن العنبر نبات يخلقه الله في حشاف في البحر قال لي منهم نفر: حجبتنا الريح إلى جزيرة فأقمنا بها ونحن ننظر من فوقها إلى حشفة خارجة من الماء منها، عليها عنبرة أصلها مستطيل كعنق الشاة، والعنبرة ممدودة في فرعها، ثم كنا نتعاهدها فنراها تعظم، فأخرنا أخذها رجاء أن يزيد عظمها، فهبت ريح فحركت البحر فقطعتها، فخرجت مع الموج.

11645 - قال: ولم يختلف أهل العلم به أنه كما وصفوا، وقد زعم بعض أهل العلم به أنه لا تأكله دابة إلا قتلها، فيموت الحوت الذي يأكله فينبذه البحر، فيؤخذ فيشق بطنه فيستخرج منه.

11646 - قال: فما تقول فيما استخرج من بطنه؟ قلت: يغسل عنه شيء إن أصابه من أذاه، ويكون حلالا أن يباع ويتطيب به من قبل أنه مستجسد ". واحتج بخبر ابن عباس في العنبر، وقد مضى في كتاب الزكاة.

[ ص: 202 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية