الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7 - باب الربا

11009 - قال الشافعي رحمه الله في كتاب القديم: قال الله تبارك وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ) .

[ ص: 29 ] 11010 - قال الشافعي: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم: الربا لما أنزلت آية الربا ورد الناس إلى رؤوس أموالهم.

11011 - قال أحمد: روينا في حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات قال: "وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله".

11012 - قال الشافعي: وكان من ربا الجاهلية أن يكون للرجل على الرجل الدين فيحل الدين، فيقول له صاحب الدين: تقضي أو تربي، فإن أخره زاد عليه وأخره.

11013 - قال أحمد: وهذا فيما رواه مالك بن أنس في الموطأ، عن زيد بن أسلم أنه قال: " كان ربا الجاهلية أن يكون للرجل على الرجل الحق إلى أجل، فإذا حل الحق قال له غريمه: أتقضي أو تربي، فإن قضاه أخذ وإلا زاده في حقه، وأخر عنه في الأجل ". أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا القعنبي فيما قرأه على مالك، فذكره.

11014 - وروينا معناه عن مجاهد.

11015 - قال الشافعي: فلما رد الناس إلى رؤوس أموالهم كان ذلك فسخا للبيع الذي وقع على الربا.

[ ص: 30 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية