الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                في الكتاب : أنت حر بعد موتي وموت فلان عتق من الثلث ، كأنه قال : إن مات فلان فأنت حر بعد موتي ، وإن مت أنا فأنت حر بعد موتي ، وإن قال : إن كلمت فلانا فأنت حر بعد موتي ، فكلمه لزمه عتقه بعد موته من ثلثه ; لأنه [ ص: 212 ] يشبه التدبير ، وإن قال : أنت حر بعد موتي بيوم أو شهر فهو من الثلث ، ويلحقه الدين ، قال ابن يونس : يريد في : أنت حر بعد موتي وموت فلان : لا رجوع له فيه لذكر الأجنبي ، وهي كمسألة الرقبى كعبد بينكما اجتمعتما على أن من مات منكما أولا فنصيبه يخدم الباقي حياته ، فإذا مات فهو حر ، ولم يجزها مالك إلا أنه ألزمهما العتق إلى موت أحدهما ، ومن مات أولا خدم نصيبه ورثته دون صاحبه ، فكذلك يلزمه هاهنا ، ولا رجوع له ، وقيل : له كما لو أعتقه بعد موته بشهر ، والفرق بينه وبين الرقبى : أنها خرجت على معنى المعاوضة فبطلت لفسادها ، ولزم العتق الذي التزماه ، قال : ويرد عليه : أنها إذا بطلت وجب أن لا توجب حكما بل إنما لزمهما العتق لدخول الأجنبي فهو عتق إلى أجل ، ويريد في قوله : أنت حر بعد موتي بشهر أنها وصية ، له الرجوع فيها .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية