الاستبداد والتطرف
قد يكون التطرف الديني مفهوما تختلف فيه الأنظار بين موسع في مدلوله ومضيق فيه، حتى ينتهي الأمر ببعضهم إلى اعتبار الالتزام الديني ذاته ضربا من ضروب التطرف، وينتهي الأمر ببعضهم الآخر إلى اعتبار التطرف كما يقدره مخالفوهم هو الدين الصحيح، وأن ما عداه ليس بدين.
وكذلك فإن العـلاقـة بين التـطرف والاستـبـداد قـد لا تـكون بينة بذاتـها بصفة مباشرة، إذ قد يقال ما هي الصلة مثلا بين استبداد سياسي يمارسه الحكام على الشعوب وبين الموقف الديني للأفراد، فهما وسلوكا، حتى يكون هذا الموقف متطرفا أو غير متطرف؟ أو ما هي الصلة بين منهج علمي تربوي لتعليم الدين وبين التطرف الذي يكون عليه من يتخرج على ذلك المنهج حتى يقال إن هذا أفضى إلى ذاك؟ ولذلك فإنه يجدر التحديد في كل من هذين الأمرين حتى يكون البيان اللاحق جاريا على صعيد واضح في بسط الأسباب وفي توصيف العلاج.