الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ظاهرة التطرف والعنف (من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب) [الجزء الأول]

            نخبة من الباحثين

            السبب الثالث: العوامل المجتمعية:

            إن ازدياد معدلات العنف الأسري لا يمكن فصله عن الظروف الصعبة والتأثيرات الشديدة التي تعرضت وتتعرض لها الأسرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من جراء التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ حيث إن ارتفاع معدلات البطالة، وعدم المساواة في فرص العمل، والتهميش السـياسي الذي يشعر أفراد المجتمع أنـهم لا دور لهم في القرارات السياسية التي تحدد ظروف معيشتهم، والعنف السياسي الذي يستخدم القوة أو يهدد باستخدامها لتحقيق أهداف سياسية... كل هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالأفراد في إطار العمل والحياة الاقتصادية والسياسية تؤدي إلى تكوين شحنات انفعالية يتم تفجيرها وتفريغها في إطار الأسرة، باعتبارها المجال الآمن والمسموح به للتنفيس وتفريغ شحنات الغضب والرفض. وكل ذلك ينعكس سلبا على العلاقات الزوجية وعلى حياة الأطفال ونموهم الاجتماعي والنفسي.

            غير أن العنـف السيـاسـي والاقـتـصـادي ليس هو الدافع المباشر للاتجاه نحو العنف الأسري، ولكن ما يصاحب التدهور الاقتصادي والاستبـداد السيـاسـي من صـراعـات وضغـوط نفسية تؤثر على أفراد الأسـر، فهـو ليس عاملا رئيسا مثل العامل الثقافي والتربوي، ولكنه داعم لهذا العنف ومغذ له. [ ص: 153 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية