الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            1- عنف الدولة:

            بعد الخلافة الراشدة، بدأ حكم معاوية، رضي الله عنه، أول ملك. وقد أخبر بذلك رسـول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حـديث، ونسوق هنا حديثا عن سفينة، مـولى أم سـلمة، رضي الله عنها، قال: ‏ ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح ثم أقبل على أصحابه، فقال: أيكم رأى الليلة رؤيا"؟ قـال: فصلى ذات يوم، فقال: أيكم رأى رؤيا"؟، فقال رجل: أنا رأيت يا رسـول الله، كأن ميزانا دلي به من السماء، فوضعت في كفـة، ووضـع أبو بكر من كفة أخرى، فرجحت بأبي بكر، فرفعت وترك أبـو بـكر مـكانه، فـجـيء بعمـر بن الخطاب فوضـع في الكفة الأخرى، فرجح به أبـو بكر، فرفـع أبو بكر، وجـيء بعثمان فوضع في الكفة الأخرى، فرجح عمر بعثمان، ثم رفع عمر وعثمان ورفع الميزان، قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: خلافة النبوة ثلاثون عاما، ثم تكون ملكا ) [1] . [ ص: 101 ]

            وروى أبو يعـلى في مسنده عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية ) [2] .

            وعلق عليه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة بقوله: "ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة وجعله وراثة" [3] .

            لم يعد أمر المسـلمين شورى واخـتيارا، والبيعة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،‏ ( هي إعطاء صفقة اليد وثمرة القلب‏ ) [4] ، أي عن رضى وحب وسلامة قلب...

            والبيـعة عقد اجتـماعي، بين الراعـي والرعيـة، مركب من عقـدين اثنين هما:

            - عقد إيمان: بين (الشعب والحاكم) يلتزم الجميع على أساسه بتطبيق شريعة الله.

            - عقد أداء: وهو عقد بين الشعب وولي الأمر لتحقيق مصـالح الأمة وفق شريعة الله. [ ص: 102 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية