الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ظاهرة التطرف والعنف (من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب) [الجزء الأول]

            نخبة من الباحثين

            - حجم ظاهرة العنف الأسري وتداعياتها:

            إن المسح العالمي لظاهرة العنف يبين تفشيها وتصاعد وتيرتها في ذات الوقت، فقد أحصت التقديرات العالمية في سنة 2001م أن امرأة من كل ثلاث نساء تعرضت في حياتها إلى اعتداء جنسي أو جسدي أو نفسي

            [1] . وأعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أن العنف الجسدي والاعتداء الجنسي يكلف الخزينة الأمريكية أكثر من 5.8 مليار دولار سنويا [2] .

            وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) سنة 2000م أن نسبة النساء والبنات اللائي تعرضن للعنف الأسري تتراوح بين 20 إلى 50% وأنه في سنة 2000م غاب من تعداد سكان العالم حوالي ستين [ ص: 136 ] مليون امرأة ذهبت ضحية العنف الأسري، وأن البلدان التي اتخذت تدابير مواجهة ظاهرة العنف على النساء والبنات لا تتجاوز 44 دولة.

            [3]

            أما مسح ظاهرة العنف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فإنه يكشف انتشار هذه الظاهرة وتصاعد وتيرتها، فقد أصبح العنف متبادلا بشكل واسع بين الأزواج والزوجات وبين الآباء والأبناء وبين الإخوة والأخوات وبين الأبناء وكبار السن من أجداد وجدات، كما أصبح منتشرا بين الفئات المثقفة وغير المثقفة، وبين الفئات الغنية والفقيرة.

            ففي دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث بالقاهرة، تناولت أشكال العنف، تبين أن العنف الأسري هو أكثر الممارسات العنيفة في المجتمـع المصـري، سـواء أكان هـذا العنـف ممارسا على المرأة بصفتها أما أو زوجة أو ابنة. كما أثبتت أن هذا العنف يتجلى في أشكال مختلفة منها: الضرب، وسوء المعاملة، والسخرية، والاستهزاء، والتهديد بالإيذاء والعقاب، إضافة إلى التهديد المستمر بالطلاق [4] .

            وليس بعض البلاد الأخرى أحسن حالا.

            والسؤال المثار هو: لماذا لا يزال شعورنا، كأفراد ومؤسسات تربوية واجتماعية، بحجم المشكلة ضعيفا، رغم انتشارها واستفحالها في المجتمع؟

            لعل الإجابة عن هذا السؤال تكمن في نقاط أربعة: [ ص: 137 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية