الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            1- اختيار العنف:

            لعل ظهور طوائف من المسلمين تختار العنف وسيلة ومنهجا قد يكون مرده إلى سوء الطبع الذي لم يجد الإيمان طريقا إلى تهذيبه، وإلى غياب فقه الواقع الذي يبصر بالعواقب، إذ غياب فقه الواقع سبب في الفشل، والفشل يوصل إلى العنف. [ ص: 127 ]

            يـقـول الـرسـول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل رفيق يحب الرفـق، ويرضـاه، ويعـين عليـه مـا لا يـعيـن عـلى العنـف ) [1] .

            ومادام الله سبحانه وتعالى لا يرضى العنف فإنه لا يرضى العمل الناتج عن عنـف، ولا أجر للإنسان عـليه، بل إن الله سبحـانه وتعـالى لا يعين على عمل فيه عنف.

            ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرفق فيه الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير ) [2] .

            ولا يعتقـدن أحـد أن الرفق مطلـوب مـع المسلمين فقط، فهذه عائشة، رضي الله عنها، تقول: ‏ ( دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم.. قالت عائشة ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة.. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله".. فقلت: يا رسول الله، أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد قلت: وعليكم ) [3] . [ ص: 128 ]

            هذا أنموذج كامل في الرفق، يعلمنا الرفق مع أي كان، دون أن نرضى الدنية في ديننا، مع ذوي الطباع الخشنة، ومع الكفار والمشركين. ولعل تسليط سيف التكفير والتفسيق ليس من الرفق في شيء.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية