الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ظاهرة التطرف والعنف (من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب) [الجزء الأول]

            نخبة من الباحثين

            العنف الأسري

            مدخل للفهم وآليات للتجاوز

            الدكتورة حليمة بوكروشة [1]

            لقد اتفقت كلمـة الباحثـين، على اختلاف توجهاتهم وتخصصاتهم، على أن العنف الأسري ظـاهرة مرضـية، يقدم عليها الشخـص عندما يفقد صوابه، ويسـتجيب لنـزوات نفسـه وأناه، كما اتفقت على أن الشخصية السوية المنضبطة والمعتـبرة بمآلات أفعـالها لا تقدم على هذا العنف ولا تقبله ولا حتى تدعو إليه، غير أنه مع هذا الاتفاق على تجريم الظاهرة ونعت صاحبها بأقبح النعوت، نجدها في ازدياد مستمر وبوتيرة مروعة، مما يجـعل الواحد منا يتساءل عن سر هذه المفارقة:

            فهل ثمة مرض عضال أصاب الشعوب المعاصرة جعلها رغم إدراكها لجرم العنف الأسري تجنح إليه جنوحها للسلم والتراحم؟

            أم أن العوامل المعقدة المحيطة بالأسرة حسمت وضعها لصالح العنف؟

            أم أن ثمة خـلطا بين ما يسمى عنفا وما يسمى تأديبا مشروعا أدى إما إلى تغييب العنف كمسمى، أو إدراج الأول في الثاني؟ [ ص: 133 ]

            أسئلة يتوجب الوقـوف عندهـا وتقديـم أجوبة مقنعة لها ليتم فهم هذه الظاهرة الخطـيرة فهما عميقا، ومن ثـم يتم تجاوزها، وهو ما يحاول هذا البحث أن يجيب عنه من خـلال بيان مفهـوم العنف وحجمـه وأبعاده، وكذا أسبابه وطرق علاجه.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية