ثانيا: التنشئة الاجتمـاعية:
فالأسرة ليست أساس وجود المجتمع بما تؤديه من وظيفة بيولوجية فحسب، بل هي"مصدر الأخلاق، والدعامة الأولى لضبط السلوك، والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية" [1] ، ذلك لأن الأسرة هي العامل الأول في عملية التنشئة الاجتماعية، والتنشئة الاجتماعية "عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي، وتهدف إلى إكساب الفرد سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة، وأدوارا اجتماعية معينة تمكنه من مسايرة الحياة الاجتماعية" [2] ، فإذا لم تنم الأسرة في أفرادها هذا التفـاعل الإيجابي مع المجتمع من خلال تهذيب سلوكهم وإكسابهم مهارات التواصل البناء مع أنفسهم أولا، ومع أفراد المجتمع ثانيا، نشأ في المجتمع جيل ذو عقلية تسلطية إقصائية لا تحسن إلا أسلوب الإرهاب الفكري والعنف الجسدي.
[ ص: 141 ]