الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المطلب الثالث: الكتابة السطحية عن الإسلام:

                  هنـاك صـنف خفـاف في العلـم، يؤلفـون كتـبا لا تتـمتـع بالعـمـق ولا بالموضوعية.

                  يقول الإمام: "كان لهذه الكتب أثر سيء في نفوس بعض نشئنا، وقد اتخذ بعض من خف في العلم وزنهم من هذه الكتب وسيلة إلى الطعن في علماء الإسلام فذهبوا يلتقطون هذه الآراء السخيفة ولا يتقون الله في نسبها إلى علماء الشريعة ليضعوا من شأنهم، مع أن أهل العلم من قبلهم، قد نقدوها بأنظار راجحة، وطرحوها من حساب الشريعة بالحجة الساطعة، وجعلوا تبعتها على أصحابها وحدهم" [1] .

                  فمـما يبين خبث هـؤلاء الكتاب ومـدى تآمرهـم على النشء، أنهم لا يتمتعون بمقاييس الكتابة العلمية، ولا يكتبون وفق الأطر المحددة لسلامة البحث، ومن تلك الأطر: بيان ضعف الدليل، أو ذكر الردود عليه من المختصين، وإبراز المناقشات حوله بين المختصين في القديـم، فالكاتب يتجاوز هذا كله، ويتعامل مع الدليل بهذا الشكل على أنه جديد لم يتناوله أحد، ولم تقم بسببه جهود علمية، ومحاورات، ومناقشات فكرية.

                  فهؤلاء ممن يكتمون العلم الصحيح، وينشرون العلم الفاسد، الذي يغوي ويردي، ويؤدي إلى إحداث بلبلة وشكوك. [ ص: 196 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية