الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  رؤى الإصلاح عند الإمام محمد الخضر حسين (رحمه الله)

                  الأستاذ الدكتور / المرسي محمود شولح

                  مقدمة

                  أ.د. محمد رجب البيومي (رحمه الله)

                  إن شـيـخنـا العـلامة الإمام الأكـبـر الشـيخ محمـد الخضـر حسـين ذو ميادين واسعة في التأليف العلمي، فقد ألف في التاريخ الإسلامي، والتشـريع الفقهي، والإصـلاح الديني، والنقد الأدبي كتبا رائعة تنطق بفضله الكبير.

                  ومن بين كتبه القيمة الممتازة: "كتاب رسائل الإصلاح"، في ثلاثة أجزاء، وقد شاء الأستاذ الدكتور المرسي محمود إبراهيم شولح أن يخص الجزء الأول بتحليل كاشف يبين جوهر الإصلاح في فكر الإمام، فتعمق في هذا الجزء تعمقا علميا ممتازا، وكأنه وقف على كل سطر من سطوره ليكشف ما يستتر وراء الكلمات، بل وراء الحروف. مع ربط المعاني العامة في كل مقال بمثيلاتها في المقالات المتابعة، وبذلك أدى للقارئ نفعا جزيلا حين رسم له طريقة التحليل العلمي للمقالات العلمية والاجتماعية. وهي [ ص: 43 ] طريقة عسيرة التحقيق على وجهها الصحيح إلا لدى من يعكفون على الآثار العلمية عكوفا؛ ليخرجوا ما تحوي من الإشارات البعيدة قبل أن يتحدثوا عن العناصر الواضحة.

                  وقد كان أسلوب الخضر في حاجة إلى محلل يقف من بحره العميق وقوف الغائص الباحث عن الدر في القاع، وكان ذلك كله كسبا للقارئ من ناحية، وللفكرة الإصلاحية من ناحية ثانية، ونرجو أن يتابع الأستاذ جهوده الكريمة في هذا الميدان فيحـلل الآثـار العـلمـية لكبار العلماء على هذا النحو المسـتوعب المختار، فهو بذلك يحيي المعاني العلمية، كما يحيي سير هؤلاء، الذين حملوا أمانة العلم في إخلاص، فأخرجوا القارئ من ظلمات الحيرة إلى نور اليقين، وإني لأحييه تحية خالصة راجيا أن تكون هذه الصفحات مصدر إعجاب للقارئ ونظر للدارس وموضع قبول ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

                  والله ولي التوفيق. [ ص: 44 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية