المطلب الثالث: الربط بين النهضة المصرية ورجال الأزهر:

يربط الإمام، رحمه الله، بين النهضة في مصر خصوصا برجال الأزهر والكفاءات العلمية والمواهب، التي تجمع بين علوم الدين والدنيا، فمن شأن الأزهر إحداث النهضة الشاملة في مصر خصوصا والعالم الإسلامي عموما، وقد كان الإمام حريصا على الإصلاح من خلال مشيخة الأزهر، يقول، رحمه الله: [ ص: 88 ]

"إن الشعوب الإسلامية منذ عهد بعيد في وهدة من الخمول، وانقطعت الصلة بينها وبين الأمـم، فلم تدر ماذا يصنعـون، حتى تراءى لها ما ينبهها من غفوتها، وحثها أن تنهض من كبوتها، فمسك بقيادتها فريق كانوا على بصيرة من هداية الإسلام، وإن شئت فقل: تقدم لقيادتها رجال مستنيرون من أبناء المعاهد الإسلامية، وآخرون مهتدون من القائمين على جانب من العلـوم الكونية، فمن يتحـدث عن النهضة المصرية - مثلا - لا يحيد عن ذكر رجال استنارت عقولهم بين جدران الجامعة الأزهرية، ومن متحدث عن النهضة التونسية ذكر في مقدمة رجالها فريقا تلقوا معارفهم بين جدران الجامعة الزيتونية، ولو استمر العمل لرقينا المدني بأيدي طوائف تجمع بين رجال الدين المصلحين ورجال العلم الحديث المهتدين، لقطعنا في سبيل السـعادة شوطا أبعد مما قطعنا" ^[1] .

ومن هنا تتجلى عدة حقائق في الفكر الإصلاحي عند الإمام، وهي:

- الربط بين الإصلاح والدين، فالدين هو المنطلق الصحيح للإصلاح السليم، وأيضا الربط بين الإصلاح والمؤسسات الدينية التعليمية، التي من شأنها إحداث تغيير كبير في واقع المسلمين، وأيضا الربط بين الإصلاح والعلم السليم المستمد من الكتاب والسنة والذي يترتب عليه إصلاح شؤون الأمة في كل ميدان ومجال. [ ص: 89 ]

- تمتد موضوعية الإمام، رحمه الله، إلى توسيع الدائرة أكثر، وإلى ضم مؤسسة الزيتونة بتونس مع مؤسسة الأزهر بمصر، وإلى بيان أن النهضة الإسلامية السليمة لا تقع فقط على كاهل المؤسستين، إنما لا بد من تحقيق النـهـضـة على رجـال مصـلـحـين جمعـوا بين علوم الدين وعلـوم الـدنيا، وأن التعاون بين العلماء في كل مجال لابد أن يضع أساس النهضة المتين، ويشكل جدارها العالي.

- ربط الإمام بين النهضة المصرية والأزهر، فالأزهر من شأنه إحداث نهضة كبرى في العالم الإسلامي عموما وفي مصر خصوصا.

-لم تكن الانطلاقة الإصلاحية الكبيرة للإمام إلا عن طريق استقراره في مصر، وتوليه مشـيخة الأزهر، فبالرغـم من تنقله وتوليه مناصب كثيرة إلا أن مصر كانت باب معرفة العالم الإسلامي به، وأيضا كانت سجلا أساسيا لحياته، ووقائع تاريخه، وكان الأزهر هو البوابة للإمام ومشروعه الإصلاحي.

ومن المناسب القول: إن مؤسسة الأزهر العريقة يعنى بها جميع أبناء الأمة الإسلامية، ولا يقتصر إصلاحها على أبناء مصر وحدهم، إنما كل مسلم معني بالإصلاح يسعى جاهدا للقيام بما يجب عليه نحو هذه المؤسسة الكبرى لتحقيق المهام الجليلة، وهذا ما كان في فكر الإمام، رحمه الله. [ ص: 90 ]

المطلب الثالث: الربط بين النهضة المصرية ورجال الأزهر:

يربط الإمام، رحمه الله، بين النهضة في مصر خصوصًا برجال الأزهر والكفاءات العلمية والمواهب، التي تجمع بين علوم الدين والدنيا، فمن شأن الأزهر إحداث النهضة الشاملة في مصر خصوصًا والعالم الإسلامي عمومًا، وقد كان الإمام حريصًا على الإصلاح من خلال مشيخة الأزهر، يقول، رحمه الله: [ ص: 88 ]

"إن الشعوب الإسلامية منذ عهد بعيد في وهدة من الخمول، وانقطعت الصلة بينها وبين الأمـم، فلم تدر ماذا يصنعـون، حتى تراءى لها ما ينبهها من غفوتها، وحثها أن تنهض من كبوتها، فمسك بقيادتها فريق كانوا على بصيرة من هداية الإسلام، وإن شئت فقل: تقدم لقيادتها رجال مستنيرون من أبناء المعاهد الإسلامية، وآخرون مهتدون من القائمين على جانب من العلـوم الكونية، فمن يتحـدث عن النهضة المصرية - مثلًا - لا يحيد عن ذكر رجال استنارت عقولهم بين جدران الجامعة الأزهرية، ومن متحدث عن النهضة التونسية ذكر في مقدمة رجالها فريقًا تلقوا معارفهم بين جدران الجامعة الزيتونية، ولو استمر العمل لرقينا المدني بأيدي طوائف تجمع بين رجال الدين المصلحين ورجال العلم الحديث المهتدين، لقطعنا في سبيل السـعادة شوطًا أبعد مما قطعنا" ^[1] .

ومن هنا تتجلى عدة حقائق في الفكر الإصلاحي عند الإمام، وهي:

- الربط بين الإصلاح والدين، فالدين هو المنطلق الصحيح للإصلاح السليم، وأيضًا الربط بين الإصلاح والمؤسسات الدينية التعليمية، التي من شأنها إحداث تغيير كبير في واقع المسلمين، وأيضًا الربط بين الإصلاح والعلم السليم المستمد من الكتاب والسنة والذي يترتب عليه إصلاح شؤون الأمة في كل ميدان ومجال. [ ص: 89 ]

- تمتد موضوعية الإمام، رحمه الله، إلى توسيع الدائرة أكثر، وإلى ضم مؤسسة الزيتونة بتونس مع مؤسسة الأزهر بمصر، وإلى بيان أن النهضة الإسلامية السليمة لا تقع فقط على كاهل المؤسستين، إنما لا بد من تحقيق النـهـضـة على رجـال مصـلـحـين جمعـوا بين علوم الدين وعلـوم الـدنيا، وأن التعاون بين العلماء في كل مجال لابد أن يضع أساس النهضة المتين، ويشكل جدارها العالي.

- ربط الإمام بين النهضة المصرية والأزهر، فالأزهر من شأنه إحداث نهضة كبرى في العالم الإسلامي عمومًا وفي مصر خصوصًا.

-لم تكن الانطلاقة الإصلاحية الكبيرة للإمام إلا عن طريق استقراره في مصر، وتوليه مشـيخة الأزهر، فبالرغـم من تنقله وتوليه مناصب كثيرة إلا أن مصر كانت باب معرفة العالم الإسلامي به، وأيضًا كانت سجلًا أساسيًا لحياته، ووقائع تاريخه، وكان الأزهر هو البوابة للإمام ومشروعه الإصلاحي.

ومن المناسب القول: إن مؤسسة الأزهر العريقة يعنى بها جميع أبناء الأمة الإسلامية، ولا يقتصر إصلاحها على أبناء مصر وحدهم، إنما كل مسلم معني بالإصلاح يسعى جاهدًا للقيام بما يجب عليه نحو هذه المؤسسة الكبرى لتحقيق المهام الجليلة، وهذا ما كان في فكر الإمام، رحمه الله. [ ص: 90 ]